خطر الفتن والانقسام
التاريخ
2009-11-11التاريخ الهجرى
14301123المؤلف
الخلاصة
خطر الفتن والانقسامعبد العزيز محمد هنيدي في المقال السابق أكملنا الحديث عن حق حرمة السكن وما ورد في الإسلام عن ذلك ثم أتبعنا ذلك بما ورد أيضا عن حرية السكن التي يتمتع بها الساكن ومن معه، وأوردنا قصة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عندما تسور بيت أحد المسلمين في المدينة المنورة، وماذا كان جواب ذلك الرجل الذي كان يعاقر الخمر وكيف أن عمرا عفا عنه عندما اتضح لعمر ـــــ رضي الله عنه ــــــ أنه أخطأ بتسلق السور عليه ودخوله دون إذن، إضافة إلى التجسس وأمام الحق الذي اتضح لعمر وأمام إدراك الرجل ذنبه وعدم بطش عمر به وحلمه عليه تعهد بعدم العودة لأمّ الكبائر، ومن هنا تتضح الصورة العظيمة لهذا الموقف العظيم الذي يدل على مدى تقوى عمر وشعوره بالمسؤولية التي تجعله لا يكاد ينام الليل من خشية أن يحاسبه الله على تقصيره في حق المسلمين، كما أن ذلك الرجل الشجاع الذي نطق بالحق في حضرة أمير المؤمنين المعروف بهيبته وقوته ولكنه يعلم عن عدل عمر وتقواه شجعه ذلك على الدفاع عن حقوقه كإنسان مسلم مستندا إلى قول الله تعالى، في كل موقف وما أحرى أن تكون هذه المواقف العظيمة المتكررة من عمر مسرحية تُذكر الناس بالعلاقة المثالية بين الحاكم والمحكوم وأهمية التجول والعسس بالليل لتفقد أحوال المسلمين، ويذكرنا حق حرمة وحرية السكن بأهمية السكن في حياة الإنسان ونحن نرى العدو الإسرائيلي لا يتردد في هدم بيوت الفلسطينيين المدنيين ظلما وعدوانا بدعوى أن أحد أفراد الأسرة اعتدى على إسرائيلي أو غير ذلك من الأعذار السخيفة التي لا يقبلها المنطق ولا العقل! ولعلنا نتخيل القهر والظلم الذي يحس به الفلسطينيون لقاء هدم بيوتهم وقلع أشجار الزيتون التي هي مصدر رزقهم، ونسأل الله، تعالى، أن يرينا اليوم الذي يتحد فيه الفلسطينيون أمام ذلك العدو الصائل، ولعل الإخوة الفلسطينيين يتذكرون قول الله، تعالى، في سورة المؤمنين: (وإنَّ هذهِ أُمتكم أمة واحدة وأنا ربكُم فاتقون). 52 (فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون) 53. وعلى أولئك الإخوة المتناحرين أن يتذكروا أهمية تقوى الله، تعالى، ووحدة الأمة وأن التناحر واختلاف الرأي وكل حزب يعتقد أنه على حق وهم في شقاق وضلال بسبب الطمع في السلطة والعناد وضعف الإيمان والدسائس، بينما يرون أبناء جلدتهم صرعى ودون مأوى، وتقطعت بهم الأسباب، وأن الحل الوحيد هو العودة إلى الله تعالى، وقد كرر عليهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، كل ما ذكرت وفي مواقف كثيرة ـ كما يعرف الكثير ـ ولكن الأمل في الله، تعالى، ثم في دعاء أولئك المسنين والنساء والأطفال الأبرياء الذين هم ضحية ذلك الصراع والخلاف الشنيع، وغدا لمنتظره قريب، والآن مع: الكلمة الطيبة وكرامة الإنسان ورد في المادة 39 من نظام الحكم الأساس للمملكة النص التالي: (تلتزم وسائل الإعلام والنشر وجميع وسائل التعبير بالكلمة الطيبة وبأنظمة الدولة وتسهم في تثقيف الأمة ودعم وحدتها ويحظر عليها ما يؤدي إلى الفتنة أو الانقسام أو يمس بأمن الدولة وعلاقاتها العامة أو يسيء إلى كرامة الإنسان وحقوقه وتبين الأنظمة كيفية ذلك). وفقا لما ذكر، فإن وسائل الإعلام (الصحافية والإذاعية والتلفزيونية وكذلك ما يرى في الإنترنت يجب أن تلتزم جميعها بالكلمة الطيبة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو إلى الأعمال الصالحة وتشجب الخبث والفساد، وقد ورد عن الكلمة الطيبة في القرآن الكريم في مواضع كثيرة ووصف الله، تعالى، الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء وأنها تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويكفي هذا الوصف العظيم للكلمة الطيبة التي نادت بها الدولة لتكون نبراسا للثقافة والإعلام لدينا ثم أشارت الدولة إلى أهمية التزام الإعلام بجميع أنظمة الدولة التي صدرت في كثير من الأمور الدينية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية والسياسية والعلمية والثقافية... إلخ، وفي الحلقة المقبلة 95 نكمل ما تبقى.
الرابط
خطر الفتن والانقسامالمصدر-الناشر
صحيفة الاقتصاديةرقم التسجيلة
490692النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
5875الموضوعات
الاعلام - السعوديةالسعودية - الاحوال السياسية
السعودية - الاحوال السياسية
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
حقوق الإنسان
المؤلف
عبد العزيز محمد هنيديتاريخ النشر
20091111الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية