شكرا خادم الحرمين

Abstract

شكراً خادم الحرمين بدأ الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين عهده بمكارم عديدة، كان آخرها أمره الكريم بإنشاء ساحة كبيرة للمسجد الحرام من الجهة الشمالية تبلغ مساحتها الإجمالية ثلاثمائة ألف متر مربع، وحسب معرفتي بالمنطقة فإن التوسعة سوف تمتد من المروة شرقاً حتى بداية شارع الشبيكة غرباً وبعمق شمالي يبلغ ثلاثمائة وثمانين متراً من الجدر الحالية للحرم باتجاه الشمال. ومن المتوقع أن تخدم الساحة الجديدة نحو ربع مليون مصلٍ في أوقات الذروة، كما أن تنفيذها سوف يجعل للحرم المكي الشريف رئة شمالية يتنفس من خلالها بعد أن ظل لسنوات طويلة بلا ساحة شمالية والشوارع المجاورة ملاصقة لجدره والمباني المطلة عليه لا تبعد عنه سوى بضعة أمتار، فيكون لتنفيذ هذه التوسعة الرائعة فوائد جمة سوف يلمسها كل من يقصد المسجد الحرام، وعندما تبدأ المباني بعد التوسعة فإنها سوف تطل على ساحة مترامية الأطراف بهية المنظر. ولأن الملك عبدالله بن عبدالعزيز من المشهود لهم بإتمام المكارم فإن المأمول منه وفقه الله أن يصدر أمره الكريم بدراسة إنشاء ساحات أخرى من الجهات الشرقية والجنوبية والغربية للمسجد الحرام، حيث لا توجد عوائق طبيعية تحول دون تنفيذ الساحات المقترحة لأن ما هو حاصل الآن أن الساحة الشرقية ضاقت بعد أن نفذ على جزء منها مشروع توسعة المسعى. أما من الجهتين الجنوبية والغربية فلا توجد حالياً ساحات تذكر، وإن كتب الله لهذه الساحات المقترحة أن تنفذ ولو تدريجياً ساحة بعد ساحة فإن الحرم الشريف سوف يصبح في وسطها مثل الجوهرة الوضاءة وهي من حوله مثل العقد الثمين. وسوف تصبح الطاقة الإجمالية للساحات الأربع نحو مليون مصل وبراحة تامة.. وسوف يسهل وجودها حركة الدخول والخروج إلى الحرم ومنه، ويمكن أن تنفذ تحت الساحات جميع المرافق المطلوبة من أنفاق وسلالم كهربائية ومواقف لعشرات الآلاف من السيارات ودورات مياه نظيفة ومنظمة، بل وأسواق تجارية تدر دخلاً بمئات الملايين لصالح المسجد الحرام.. وحتى لو احتاجت الدولة بعد سنوات عديدة إلى بناء جزء من هذه الساحات لتلحق بالحرم نفسه كأن يؤخذ منها خمسون متراً عمقاً بشكل دائري ويرفع البناء عليها مساوياً للمباني الحالية فإن دوراً أرضياً إضافة إلى دورين متكررين مع السطوح سوف تستوعب نحو ستمائة ألف مصل جديد. هذا في حالة أخذ خمسين متراً من عمق الساحات فقط لا غير.. وما ذُكر مجرد تصور مبدئي مبسط، يمكن للإرادة الملكية بعد إرادة الله أن تأمر بالنظر فيه، ويمكن لعقول الرجال المختصين في تخطيط المدن أن تحوله إلى تصور عملي.. والله ولي التوفيق.