المسابقة الدولية : دروس وفوائد
التاريخ
4-11-2007التاريخ الهجرى
14281023المؤلف
الخلاصة
عشنا أياماً قرآنية، وأوقاتاً نورانية، على مأدبة القرآن الكريم، وكلام رب العالمين في أقدس البقاع، بجوار بيت الله الحرام، في مكة أم القرى، استمعنا فيها إلى شباب العالم الإسلامي، وهم يرتلون ويجودون، ويفسرون آي الذكر الحكيم، ويتدبرون كلام العزيز العليم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم عليم، المنزل على خير المسلمين، لجعل أمته خير الأمم بإخراجها من الظلمات إلى النور، وهدايتها بهذا القرآن للتي هي أقوم. وقد كانت هذه المسابقة العالمية الدولية كلها دروساً وعبراً، وفوائد وحكماً، لا يتسع المقام لتفصيل المقال فيها، ونكتفي من ذلك بما قل ودل. أولاً : أن الله عز وجل يسر هذا القرآن للحفظ والذكر، كما قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}. فقد رأينا متسابقين من غير العرب، يحفظون كتاب الله تعالى المنزل بلسان عربي مبين، ويرتلونه، ويجودونه بألفاظ عربية دون أي صعوبة، أو مشقة. ثانياً : أن هذه المسابقة أتاحت لمجموعة كبيرة من شباب العالم الإسلامي أن يؤدوا مناسك العمرة، ويصلوا في المسجد الحرام، والمسجد النبوي الشريف، وفي ذلك من الفوائد والخير مالا يخفى على أحد. ثالثاً : أن هذه المسابقة العظيمة كانت فرصة جليلة لزيادة ضبط هؤلاء الشباب لحفظهم، وإتقان تلاوتهم وتجويدهم، وزيادة فهمهم وتدبرهم لكتاب الله تعالى. رابعاً : أن هذه المسابقة كانت صلة وصل بين شباب الأمة الإسلامية، ليتعارفوا، ويتبادلوا المعرفة، والخبرة، وطرق الحفظ المختلفة، ووسائل المراجعة، وغير ذلك من الفوائد الجليلة. خامساً : أن هذه المسابقة جعلت خيرة شباب الأمة الإسلامية، الذين هم عماد مستقبلها بعد الله تعالى، يقفون بأنفسهم، ويرون بأم أعينهم تلكم الجهود العظيمة، والأعمال الجليلة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، في خدمة الإسلام والمسلمين في جميع المجالات، ومن ذلك خدمة كتاب الله تعالى وإكرام حفظته، وإجلال طلبته، وأوجه ذلك لا يتسع المقام لذكرها، ومما شاهدوه أيضا وعايشوه تلكم العناية الفائقة بالحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة، والاهتمام العظيم بخدمة ضيوف الرحمن من حجاج، ومعتمرين، وزوار، عملا بقول الله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}. ولا شك أن المملكة حينما تقوم بذلك لا تبتغي من ذلك جزاءً ولا شكوراً، بل تراه من صميم واجبها، ومن حقوق المسلمين عليها، أداء لشكر الله تعالى على ما أكرمها به، وخصها به من سدانة بيت الله الحرام، وحضانة المدينة المقدسة، ورعاية المقدسات الإسلامية، وإكرام ضيوف الله. ومع ذلك فإن المؤمل من هؤلاء الشباب المتأدب بآداب القرآن، المتحلي بأخلاق الشريعة أن يكونوا لسان صدق وسفراء خير، ليخبروا قومهم إذا رجعوا إليهم بما لقوه من عظيم الحفاوة، وجليل التكريم، وما شاهدوه من تطوير، وخدمة للأماكن المقدسة، وليردوا عن علم ودراية على كل من يحاول التقليل من جهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين. ونسأل الله أن يوفق المسلمين جميعاً إلى تحكيم كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يتأدبوا بآداب الإسلام وأخلاقه. وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للشؤون الإدارية والفنية.
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
494982النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
12820الموضوعات
القرآن - مسابقاتتحفيظ القرآن
جفظ القرآن
المؤلف
سعود بن عبدالله بن طالبتاريخ النشر
20071104الدول - الاماكن
السعوديةالعالم الاسلامي
الرياض - السعودية