هل نحن مجتمع له خصوصية ؟

Abstract

نحن بالتأكيد لسنا مجتمع ملائكة ولسنا مجتمعاً خالياً من العيوب ولسنا مجتمعاً كامل الاوصاف، ولكن نحن مجتمع كسائر البشر، فيه الصالحون، وفيه الطالحون، وفيه الصادقون وفيه الكاذبون، وفيه الملتزمون وفيه المنحرفون عن جادة الصواب، وفيه اقوياء الايمان وفيه ضعفاء الايمان، وهذه حقيقة واضحة وضوح الشمس لا يمكن انكارها . ففي مجتمعنا يسود فيه الشر كما يسود فيه الخير ويسود فيه الكره كما يسود فيه الحب ويسود فيه الغنى كما يسود فيه الفقر ويسود فيه الجهل كما يسود فيه العلم وتسود فيه الامراض كما تسود فيه الصحة وكل تلك الصور تكون بنسب متفاوتة عن المجتمعات الاخرى . ويدعي البعض ان لنا خصوصية مميزة عن باقي الشعوب والبعض الآخر اننا لا نختلف عن الشعوب العربية والاسلامية الاخرى وانا اطرح هذه المقارنة ليس من حيث صاحب الافضلية فكلنا من آدم وآدم من تراب ولا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى وهو نظام رباني عظيم في مساواة الشعوب ومقياس تمسكها بدينها . ولكن ارى من وجهة نظري الخاصة اننا نتميز عن غيرنا في هذا العالم بوجود العديد من النعم التي لا توجد عند الآخرين، اذكر بعضاً منها وهي : ان في بلادنا بيت الله الحرام الذي تهفو اليه قلوب الملايين من المسلمين في جميع انحاء العالم الاسلامي وبيت الله الحرام له مكانة مميزة في قلوب المسلمين . ان في بلادنا مكة المكرمة وهي مهبط الوحي ومنبع الرسالة ومولد خاتم الانبياء والمرسلين ومكة قبلة المسلمين وبها المشاعر الاسلامية المقدسة، في بلادنا مدينة الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام وفيها قبره العظيم . ان حكامنا انعم الله عليهم بخدمة هذه البلاد المقدسة . ان من النعم التي نعيشها ان جعل قادتنا وحكامنا ان من عليهم بخدمة الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة . ومن هنا لاحظنا كيف اطلق خادم الحرمين الشريفين على نفسه لقب خادم الحرمين الشريفين، حيث يقوم بمتابعة مشاريعها وينفق في ذلك المليارات وخير دليل ما نشاهده في مكة والمدينة من توسعات في عهده الميمون ..من نعم الله على هذا الشعب نخصهم وجعلهم جيران البيت الامين، فقال تعالى : واطعمهم من جوع وامنهم من خوف ففي مكة المكرمة والمدينة اجناس مختلفة من الشعوب ويحسون بالنعيم وقد يكون بعضهم فقراء وخاصة الجاليات الافريقية والبرماوية وغيرها من الجاليات . من نعم الله علينا ايضا ان جعلنا خداماً للحرمين الشريفين للزوار والمعتمرين والحجاج وتلك نعمة من نعم الله لا تضاهيها نعمة، حيث يعمل الكبير والصغير في خدمتهم . اننا مجتمع يسعى ولله الحمد الى التكافل بين افراده ومساعدة الآخرين وبذل العطاء لهم، اننا مجتمع يسعى للنهوض بامته وبحضارتها وتراثها، وبالرغم من ذلك فنحن لا نعيش في المدينة الفاضلة كما وصفها افلاطون، ولكن نعيش في مجتمع هو خليط بين الخير والشر الى ان تقوم الساعة، ولكن تظل المسؤولية علينا كسعوديين ننتمي لهذا الوطن وكمقيمين عظيمة بالتمسك بالاخلاق الاسلامية الفاضلة حتى نعطي صورة جيدة عن جيران البيت الحرام ومسجد نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام فاللهم اجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة .