معادلة الحصافة وأثقال الخلل
Date
2009-04-02xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14300406Author
Abstract
وراء الأكمة معادلة الحصافة وأثقال الخلل ميرغني معتصم أقرّها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز: إن الحوار يجسد وسيلة فاعلة لتعزيز التفاهم وتشكيل الرؤى المشتركة، لذا كان سعيه تسخير هذا النهج لنشر ثقافته في المجتمع الدولي. ولأن العالم تنفس ويتنفس أزمة مالية حادة أعقبها صدمات اقتصادية عنيفة عانى منها الجميع، ولم تنج دولة من التداعيات الاقتصادية للأزمة المالية العالمية، فعمد الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى مباركة الجهود الدولية الرامية لمواجهة هذه الأزمة المالية، وضمن هذا التوجه شارك في اجتماع قمة العشرين الاقتصادية في واشنطن توطئة لاحتواء الأزمة المالية والتقليل من آثارها على الشعوب. ولقد كشفت هذه الأزمة عن بعض المآخذ، وعن الخلل الملحوظ في الرقابة على القطاعات المالية، تحديدا في المراكز المالية العالمية، ما أدى إلى الانتشار السريع للأزمة وتفشي آثارها. وأظهرت الأزمة أنه لا يمكن الاعتماد على آلية السوق في مفهومها التقليدي لتحقيق الاستقرار المالي العالمي، ما أوجد حاجة ماسة لتطوير مؤسسات وأنظمة للرقابة على القطاعات المالية العالمية. قالها خادم الحرمين الشريفين ... إن مرحلة من مراحل النظام الاقتصادي والمالي العالمي انتهت، وبدأت مرحلة جديدة تتشكل، وظل أمله أن تتسم هذه المرحلة بالضوابط الموضوعية التي تحقق الاستقرار المالي، والأمن الاقتصادي، والرفاه الاجتماعي لشعوب العالم. وما يبعث على التفاؤل في الخروج من الأزمة الراهنة توفر الإرادة السياسية لقادة دول العالم ـ خصوصا الدول المؤثرة في الاقتصاد العالمي ـ لاحتواء هذه الأزمة والحد من آثارها وما تبلور من إجراءات مالية دولية غير مسبوقة يعزز الثقة والاطمئنان في الخروج من هذه الأزمة، ومن ثم استقرار أسواق المال العالمية وعودة النمو للاقتصادات الدولية، ولقد اعتمد في الرؤية للأزمة المالية على أهمية أن تقوم الدول المانحة والمؤسسات المالية الدولية بمسؤولياتها الخاصة تجاه الدول النامية، خاصة الفقيرة منها والتي عانت أكثر من غيرها من آثار الأزمة. يعلم خادم الحرمين الشريفين ... أي منقلب ينتظر نسيج الاقتصاد العالمي، فكان أول من بادر للانفتاح الاقتصادي الحصيف على الصين، وعمد إلى زيارتها مبكرا واستقباله للرئيس الصيني في الرياض وبعده الروسي. إدراكه كان سبّاقا لما ستؤول إليه الأمور، إذ لاحظ أن الصينيين أثبتوا للدنيا بأن الإمبريالية وجهازها الرأسمالي، ما هي إلا (نمر من ورق)، بحسب مقولة زعيم الصين الراحل ماوتسي تونغ خلال الثورة الثقافية الصينية. وأدرك أن الاقتصاد الصيني هو ما سيقصي الاقتصاد الأمريكي وحلفاءه بعد أن تبصر الملك عبد الله بن عبدالعزيز، قبل غيره من زعماء المنطقة بأن الرأسمالية، وفق النهج الأمريكي والشراسة في حروبها وسياساتها، وفي جنوحها الاقتصادي، تبقى دون إنسانية الثقافة التي ينتمي إليها وبنو شعبه وأمته، بل إن الرأسمالية كما قال عنها جرين سبان تحمل في طياتها نقيصة، ومن عيوبها أنها لا تشبع إلا نهم القلة، سواء من عرَق الغالبية بما تدفعه من ضرائب لإنقاذ المصارف كما حدث، وكذا هيمنتها على أموال الشعوب الأخرى المرتهنة في خزائنها. يعلم خادم الحرمين الشريفين ... ويتجاهل ممنهجو الرأسمالية أن الفقاعة لا تعالج بفقاعات ونفخ في ظل الرأسمالية. إن الرأسمالية تفترض أن تترك الكرة الثلجية تتدحرج لتخرج أثقالها كطبيعتها، ليبرز النجاح ويختفي الذين لا يختلفون على مبدأ اللصوصية، ولكن على اقتسام الغنائم، المستفيدون الذين يتعين أن يقبلوا بنتائج مخاطر سياساتهم، بدلا من حشو جوفها بأثقال أخرى تزيد من شمولية فسادها ونفختها فيقع الانفجار الكبير، وحدث فعلا، فيفقر كل من هم حولها وتغتني قلة، ومنهم من كان يجب أن يختفي.
Publisher
صحيفة عكاظVideo Number
497885Video subtype
زاويةxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
15559Organization
مجموعة دول العشرينThe name of the photographer
ميرغني معتصمDate Of Publication
20090402Spatial
السعوديةالصين
الرياض - السعودية
بكين - الصين