حرمنا وحرم أبناؤنا طويلا من الاحتفال بيومنا الوطني
Date
2006-09-25xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14270902Author
Abstract
حرمنا وحرم أبناؤنا طويلا من الاحتفال بيومنا الوطني عادة ما تستفيد ابنتي الصغرى من مجرد كحة بسيطة لتأخذها ذريعة لعدم الذهاب إلى المدرسة. في يوم الثلاثاء الماضي أحسّت بوعكة في الصدر وضيق في التنفس وقد نصح الطبيب بأن تلزم الراحة، وقد كانت حقاً بحاجة إلى الراحة بدليل أنها كانت في أشد الحماس لأن أصحبها إلى أي محل يبيع صور الملك عبدالله وأعلام المملكة والإكسسوارات من بروشات وميداليات... إلخ المتعلقة باليوم الوطني. ولكونها لم تكن قادرة على الذهاب رجتني هي أن أذهب بنفسي وأنتقي لها ما أراه مناسباً. ومع أنني كنت متوقعاً أنها لن تكون قادرة صحياً على الذهاب للمدرسة إلا أنني ذهبت وحيداً، وعند دخولي للمحل وجدته يعج بالأطفال وأمهاتهم وآبائهم في منطقة محددة لا أكاد أصل إليها إلا بشق نفسي. ولعدم وجود زوجتي معي رجوت أحد العاملين أن يسعفني بإحضار كل ما يمكن مما هو موجود لهذه المناسبة، فقال لي إن الأمر صعب وإن معظمها في الحقيقة قد نفذ وإنه من المستحسن أن أعود بعد ساعة حيث إن مزيداً من الإمدادات هو في الطريق. عدت إلى المحل مرة أخرى واشتريت لها الكثير مما كان معروضاً لهذه المناسبة. بعد عودتي قالت لي أمها: عليك أن تتوقع إصرارها على الذهاب للمدرسة يوم غدٍ والدليل على ذلك حرصها على اتباع كل التعليمات التي أوصانا الطبيب بها ومن أهمها الراحة التامة وتناول المشروبات وحرصها على تناول الأدوية.. إلخ. في الصباح وعند ذهابي إلى غرفتها للاطمئنان فاجأتني أمها وقالت: انظر. نظرت فإذا ابنتي تتكلف النشاط وتتصنعه وتبتسم وتقول لي إنها بخير وتستطيع الذهاب إلى المدرسة. ليس هذا ما لفت نظري فحسب بل شكل ابنتي، لقد كانت أشبه ما تكون بإنسان تحوّل إلى معرض متحرك يعج بكل ما قد يخطر على البال من الإكسسوارات وصور الملك وأعلام المملكة على صدر مريولها والأكمام والجنبين والخلف والشعر والرأس وحقيبة المدرسة. أما الكفان فقد أوثقت في إحداهما علم المملكة وفي الأخرى صورة الملك. وبعد عودتها من المدرسة حكت لنا كيف كان التنافس بين الطالبات محتدماً لتزيين فصولهن بدءاً من الباب مرورا بالسبورة والطاولات والجدران وانتهاء بالنوافذ بما أحضرنه زيادة على ما كن قد تقلدن به من أعلام المملكة وصور الملك والإكسسوارات بمختلف أشكالها. رزقني الله وزوجتي قبل هذه البنت ابنان وابنتان أمضوا كلهم ما مجموعة ثماني وأربعين سنة (6 سنوات ابتدائية + 3 سنوات متوسطة + 3 سنوات ثانوية مع ملاحظة عدم حساب سنوات ما قبل التعليم العام وهي الأهم) حرموا وحرمت أمهم وأنا من هذه البهجة التي لم تتحقق للأخيرة إلا في الصف السادس الابتدائي، أي إن مجموع السنوات يؤول إلى ثلاث وخمسين سنة. السؤال من المسؤول عن ضياع ثلاث وخمسين سنة من البهجة على كل أفراد هذه الأسرة؟ هذا الحرمان أو التحريم من المتسبب عنه بل كيف يمكن محاسبته؟ الدكتور أحمد العويس - جامعة الملك سعود
Publisher
صحيفة الوطنVideo Number
499243Video subtype
بريدxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
2187Topics
المجتمع السعودياليوم الوطني
The name of the photographer
أحمد العويسDate Of Publication
20060925Spatial
السعوديةالرياض - السعودية