الإستراتيجية الصناعية ... نظرة أشمل
التاريخ
2009-02-09التاريخ الهجرى
14300214المؤلف
الخلاصة
تأتي موافقة مجلس الوزراء على الإستراتيجية الوطنية للصناعة، امتداداً لتلك المشاريع والبرامج الإصلاحية التي يتبناها خادم الحرمين الشريفين، في سبيل تحقيق الأهداف والتطلعات التنموية لهذه البلاد. ولاشك أن وجود إستراتيجية صناعية، يعتبر أمراً هاماً وشرطاً أساساً لتحقيق الأهداف الإستراتيجية التي تضمنتها كافة خطط التنمية الخمسية، والتي يأتي في مقدمتها تنويع مصادر الدخل. بل إن الإستراتيجية الصناعية، هي إحدى القنوات والوسائل الصحيحة، لتحقيق هدف التنويع ذلك, حيث أمضينا سنوات عدة نتحدث عن التنويع ونطالب به دون أن نضع برامج طموحة وشاملة لتحقيقه على ارض الواقع, حتى جاءت هذه الإستراتيجية التي تعتبر اللبنة الأساس لتحقيق هذا الأمر. الأمر الذي يجب أن نتفق عليه جميعاً, أن الصناعة إحدى المجالات الهامة, إن لم تكن المجال الأهم, المطلوب الالتفات إليه والاهتمام به, حيث كل المؤشرات تشير إلى نجاحنا في الفترة الماضية في المجال الصناعي, وتؤكد أن ازدهارنا الاقتصادي المستقبلي مربوط بمدى اهتمامنا وعنايتنا بالصناعة، وقدرتنا على استغلال ما يتوفر لدينا من موارد وإمكانات، قد لا نجدها بالقدر نفسه في المجالات الاقتصادية الأخرى. ولكن الأمر الآخر الذي أريد أن أركز عليه هنا, بعيداً عن ما تحققه هذه الإستراتيجية من زيادة في الناتج الإجمالي، وخلق العديد من الفرص الوظيفية, هو قدرة هذه الإستراتيجية ومساهمتها في خلق مجتمع مختلف ذي قيم وسلوكيات أكثر جدية وصرامة في التعامل مع معطيات الحياة. إن هذه الإستراتيجية، وما سينشأ عنها من برامج ومشاريع، يجب أن تكون وسيلة لإيجاد تفكير مختلف لدى الجيل الحالي من أبناء وبنات هذا الوطن وأجياله القادمة, كما أنها تتطلب, أيضا, تعليماً وتأهيلاً مختلفاً يجب الالتفات إليه وأخذه في الحسبان. وللمقارنة فإن ماليزيا حينما اعتمدت رؤيتها للعام 2020 وذلك في عام 1991 وأقرت إستراتيجيتها الصناعية في عام ,1996 والأمر كذلك بالنسبة للهند,1998 كان الباعث من تلك الإستراتيجيتين, ليس مردودهما الصناعي المباشر فقط, ولكن قدرتهما وأهميتهما في تشكيل وإعادة صياغة المجتمع، وطرائق تفكيره، وتعاطيه مع الحياة ومع المنجز الحضاري إجمالا. الخلاصة، أننا إذا كنا نهدف من خلال هذه الإستراتيجية إلى إيجاد مجتمع صناعي، فعلينا أن ندرك ن المجتمع الصناعي له شروطه ومواصفاته، بل وثقافته وسلوكه، التي لا بد من توافرها كي يتحقق ذلك التحول الصناعي، وهو ما يجب أن تساهم في إيجاده تلك الإستراتيجية، وكافة البرامج المنبثقة عنها.
المصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
499166النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
14840الموضوعات
الاستثمارالاستثمارات
التخطيط الاقتصادي
السعودية - مجلس الوزراء
الناتج المحلي
مؤشرات اقتصادية
الهيئات
مجلس الوزراء - السعوديةالمؤلف
فهد عبدالله السميريتاريخ النشر
20090209الدول - الاماكن
السعوديةالرياض - السعودية