الاختناقات المرورية لا يحلها سوى “المترو”

Abstract

الاختناقات المرورية لا يحلها سوى “المترو”حسن ناصر الظاهريشوارع العاصمة الرياض ، وكذا شوارع مدينة جدة ، هذه الأيام لا تطاق ، فالربكة المرورية والازدحام الذي نشاهده يتعدى حدود المعقول ، لدرجة أننا نشك في أن سكان ( القاهرة وطوكيو) جاءوا للإقامة معنا ، فهاتان المدينتان الرئيسيتان وأعني بهما الرياض وجدة ، فشلت معهما كل الحلول التي تساهم في فك اختناقات المرور فيهما وتسهيل مهمة قائدي المركبات لقضاء احتياجياتهم . ولا أعرف ، ولا أنتم كذلك تعرفون ، لماذا لا تتم الإصلاحات وحركة البناء في غير المواسم كشهر رمضان ، أو بدء العام الدراسي ؟! إنها حقاً لمعضلة .في الحوار المفتوح الذي تم مع سمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز مؤخراً في الغرفة التجارية الصناعية بجدة ، تطرق سموه لهذه المشكلة قائلاً : « إن هناك تعقيدات في إشارة المرور قد تضيء مرة أو مرتين أو ثلاث مرات ولا يتحرك السير بسبب عدم تنظيم ضبط الشوارع بعضها على بعض بحيث يعطى شارع أكثر ما يعطى للشارع الآخر ، ولذلك لابد أن يكون هذا محل دراسة عاجلة من قبل وزارة البلديات فيما يتعلق بالكباري والأنفاق وفك الاختناقات المرورية عن التقاطع في الشوارع ، وكذلك وزارة النقل فيما يتعلق بما هو خارج المدن ، ووزارة الداخلية فيما يتعلق بتثقيف السائقين والمواطنين» .. وهي رؤية ثاقبة من سمو الأمير نايف ، تفصح عن أسباب هذه العرقلة ، وتتطلب سرعة الدراسة التي أشار إليها حفظه الله .وبمناسبة تأكيد سمو الأمير نايف الذي تضمن اهتمام القيادة بمسألة الضغط الكبير على الطرق والشوارع بداخل المدن الأمر الذي تمخض عنه صدور توجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين لوزارة النقل بالدراسة العاجلة لإيجاد وسائل نقل زيادة على الوسائل العادية وعلى سيارات الأجرة ، أجد أنه من المناسب أن أطرح فكرة ضرورة الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المضمار ، وخصوصاً الدول الشقيقة التي أدخلت خدمات ( المترو ) ، مثل ( مصر ) وكذلك (دبي ) التي تستعد لافتتاح (مترو دبي) الشهر القادم . فهذه الخدمة هي التي ستساهم في فك الاختناقات المرورية بالفعل ، وتقضي على شبح الازدحام الذي يقلق سكان (العاصمة وعروس البحر) بصفتهما أكثر مدن المملكة تضرراً بالازدحام . وبالتالي نقلل من مستوى حوادث المرور التي تستنزف يومياً كما قال سمو الأمير نايف بين العشرة والعشرين قتيلاً . وما دام الرغبة السامية قد صدرت لوزارة النقل بإيجاد وسائل نقل غير الموجودة حالياً لتخفيف الازدحام ، فإن الوزارة لن تجد حلاً أو خدمة أفضل من خدمة ( المترو ) ، فتعداد السكان في المملكة في ازدياد ، وكذلك تعداد المقيمين ، ولا أعتقد بأن ( دبي ) بحاجة لهذه الخدمة قدر حاجتنا ، فهي الخدمة الكفيلة بإنهاء معاناتنا مع الازدحام .وخدمات (المترو) ليست قاصرة كما هو معروف على بلدان معينة ، بل توجد في أغلب بلدان العالم حتى الفقيرة منها ، كما يظل وسيلة النقل المفضلة لدى الوزراء وكبار المسئولين في كل من (موسكو وباريس ولندن وطوكيو ) وأكاد أجزم بأن نظراءهم لدينا سيفعلون ذلك إذا ما تم تطبيق خدمة (المترو) لدينا ، فمن منَّا يحب (الزحمة) ، .. وحتى يتم تطبيق ذلك ، نتمنى على إدارات المرور أن تساهم في التخفيف من حدة الازدحام ، عن طريق تشغيل الإشارات الضوئية يدوياً بواسطة أفرادها ، فالتوقيت العادل الأوتوماتيكي لا يخدم ويعطل المصالح في مثل هذه الظروف الاستثنائية ، وكل عام والجميع بخير .