وفقدنا صوت الداعية المحتسب

Abstract

..وفقدنا صوت الداعية المحتسب بقلم ـ متعب بن سليمان الطيارالحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فإن الأمة رزئت بفقد وموت الداعية المحتسب والمجاهد المعلم فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن محمد الوهيبي الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية والذي فقدته الأمة بحادث مروري مروع مع أسرته الكريمة، وقد راح ضحية هذا الحادث المؤلم زوجته وثلاث من بناته، ودخل المستشفى خمس من بناته وخرجت إحداهن ووضع الباقيات مستقر - ولله الحمد والمنة- في المستشفى. والشيخ عبدالعزيز أبومحمد من الرجال القلائل والدعاة النوادر، حيث عرفته منذ مقتبل عمره وريعان شبابه في حلق العلم وعند ركب العلماء وبالأخص عند العالم الراحل الوالد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز حيث نهل من علمه وتأثر بشخصيته، ومكارم أخلاقه وتوجيهاته، والتف مع كوكبه من المشايخ حول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز تربية وتعلماً ثم انطلق داعياً في الداخل والخارج تارة بتوجيه من سماحته وتارة مع إخوانه وزملائه، وكان له أعظم الأثر في الدعوة في أنحاء المملكة العربية السعودية في جنوبها وشمالها وشرقها وغربها - بدون مبالغة- وكان له اليد الطولى والقدح المعلى في الكلمات، والمحاضرات حتى أنني استصغر نفسي أمامه في هذا الباب رحمه الله رحمة واسعة، ومما تميز به رحمه الله في كلماته ودروسه الجانب العلمي، مع رصانة عباراته، وقوة كلماته وحشد الأدلة لها من الكتاب والسنة وتخريج الأحاديث ونسبتها لكتبها ومخرجيها من الأئمة، وهو صاحب حافظة جيدة، وفراسة قوية، ويحفظ الشعر فصيحه ونبطيه، وخاصة المؤثر والمفيد. أما بالنسبة للاحتساب فحدث ولاحرج، فقد كان كبار المتعاونين معنا في الهيئات ومن المترددين عليها بالليل والنهار وكان لها عضداً متيناً وساعداً قوياً حتى تظنه من كبار الموظفين وهو من كبار المحتسبين والمتطوعين فرحمه الله رحمة واسعة، وأما في جانب الإغاثة والمساعدات المالية فله مشاركة تذكر فتشكر فهو ممن يمول الفقراء ويعطي المساكين والضعفاء تارة بالنقد وتارة بالشيكات وإن قصرت عنده النفقة والبند الخيري ففي الشفاعات والكتابات، فسبحان من يسر له أعمال الخير وأعانه عليها.. أما في دعوته الخارجية فقد أخذت من وقته الكثير فهو كثير السفر لبناء المساجد والمراكز الإسلامية التي تعنى بالعقيدة والسنة النبوية في اليمن والسودان وبعض الدول الإفريقية والعجيب أنه قبل....