الشراكة السعودية ـ الماليزية ... هل تدخل الأسواق المالية ؟

Abstract

جاءت زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى ماليزيا لتعميق الأواصر المشتركة بين المملكة العربية السعودية وماليزيا في الجذور الدينية (دولة مسلمة تعتبر الإسلام الدين الرسمي للدولة) وحجم السكان والطبيعة الاقتصادية كدولة ناشئة, إضافة إلى أن كلا من الدولتين خاضتا تجربة مشاركة العمل المصرفي التقليدي بجانب العمل المصرفي الإسلامي, الذي تنامي على مراحل متعددة خلال فترة زمنية متقاربة, وما زالت هناك مساعي حثيثة للتكامل بين تجارب الدولتين في مجال العمل المصرفي الإسلامي وتحديدا في مجال صناديق الاستثمار الإسلامية. تظهر أهمية تقارب الأسواق المالية للمملكة العربية السعودية وماليزيا في ضوء التقارير الحديثة للبنك الدولي (1) التي أظهرت أن سوق المملكة العربية السعودية تعتبر السوق الثانية في الترتيب بين الأسواق الناشئة, بعد أن أصبح فيها مليونا مستثمر ومواظب. وأشار التقرير إلى أن أداء سوق الأسهم في الدول النامية يفوق أداء المتطورة للعام الخامس على التوالي, وأن الاقتصاديات الناشئة أثبتت أنها قادرة على تحقيق نمو اقتصادي مرتفع ونجحت في استقطاب الرساميل الخارجية حتى أصبح معدل النمو الاقتصادي في الدول النامية يمثل ضعف مثيله في الدول المتقدمة, مع أهمية الحاجة لتطوير القوانين والتشريعات المنظمة لإدارة المؤسسات المالية. كما تتزامن الزيارة مع سعي حكومة ماليزيا لتكون مركزا دوليا للعمل المصرفي الإسلامي ولهذا منحت تراخيص لثلاثة بنوك إسلامية جدية مملوكة لبنوك سعودية وخليجية في أيلول (سبتمبر) من عام 2003 (بنك الراجحي وبيت التمويل الكويتي وبنك رصد مع بنك قطر الإسلامي), ويقول البروفيسور الماليزي بالا شانجوهام إن الحكومة الماليزية هدفت بذلك إلى جلب التجارب والخبرات الخارجية وربط مصالح ماليزيا بالشرق الأوسط. وتظهر أهمية هذا التقارب بين المؤسسات المالية السعودية والماليزية بسبب تباين الاختلافات في الاجتهادات الفقهية بين جهات الفتوى في المملكة العربية السعودية وماليزيا المتعلقة بالعمل المصرفي الإسلامي في ضوء المستجدات المعاصرة, إضافة إلى اختلاف تجارب الدولتين في مجال التنظيم القانوني والهيكل التنظيمي لعمل المصارف الإسلامية ونشاط صناديق الاستثمار الإسلامية على وجه التحديد, التي تستحق تسليط الضوء عليها لعرض تجربة كل من الدولتين بشيء من التفصيل وإبراز نقاط التقارب بينهما وكيفية نقل التجارب الناجحة. في الوقت....