صحيح .. جدة غير

Abstract

عبد الله بن أحمد الشباط صحيح .. جدة غير عبد الله بن أحمد الشباط منذ أربعين عاماً أو تزيد ونحن نسمع ونقرأ عن الاعتمادات الضخمة المقتطعة من ميزانية الدولة لتصب في جدة من أجل إصلاح المرافق العامة وتقديم خدمات أفضل للسكان والوافدين والعابرين من حجاج بيت الله والمعتمرين ، إلا أن جدة لا تتغير خدماتها ، ولا علاقتها بالحياة العامة حتى ولو كانت جدة غير . نعم جدة غير مدن المملكة في سوء الخدمات ، وسوء تنفيذ المشاريع وسطوة عدم الاهتمام وفقدان الإخلاص . ففي كل عام تتكرر مأساة السيول ، وكأن سيول جدة فريدة عن غيرها من السيول الموسمية التي تهطل كالأنهار في الهند وجنوب شرق آسيا وبعض أطراف أفريقيا وقد شهدت بنفسي تلك السيول التي هطلت على (مومبي) العاصمة التجارية للهند تلك السيول التي استمرت حوالي أسبوع كانت السيول خلاله تزف بتيارها العربات والمركبات في النهر الجاري وكأنها لعب صغيرة ، إلا أن ذلك الفيضان سرعان ما ينحسر بعد ساعتين أو ثلاث فلا يبقى له أثر .. أما في جدة فإن قليلاً من الأمطار تخلف كارثة تتزايد خلالها أعداد الغرقى والمفقودين إلى جانب الكارثة البيئية من الأمراض وأهمها وأكثرها تكراراً (الملاريا) التي تنبع من المستنقعات .. وتراكم المخلفات وقد اخترعوا لها في جدة اسم (حمى الضنك) القادمة من الوادي المتصدع في أفريقيا لعل في ذلك مبرراً يغطي الإهمال وعدم الاهتمام وسوء التنفيذ وتبذير الأموال العامة وصرفها في غير ما خصصت له بماذا نفسر تكرار هذه الكارثة التي تتكرر سنوياً منذ زمن دون محاولة علاجها وكيف نفسر وجود (بحيرة من مياه الصرف الصحي) التي تراكمت دون تصريف أو مجرد التفكير في علاجها مما يستدعي إعادة النظر في سلبية بعض المسؤولين الذين تعاقبوا على الإدارات الحكومية بجدة طيلة ما يقرب من نصف قرن دون أن تهز هذه المأساة المتكررة طرفاً من ضمائرهم ، ثم ان الإشراف على المشاريع الذي أسندت مسؤوليته إلى وزارة الأشغال وأمانة جدة ووزارة الكهرباء والماء التي تتولى تمديد شبكات الصرف الصحي وخطوط الكهرباء ان هذه الجهات الثلاث وبعض المواطنين مسئولون أمام الله وأمام ولي الأمر، الذي قدم الكثير من أجل خدمة المواطنين وحمايتهم من كل ما يسئ لصحتهم ويعرض حياتهم للخطر. إن حكومة خادم الحرمين الشريفين لم تأل جهداً في توفير الاعتمادات المالية اللازمة لتنفيذ المشاريع النافعة التي تحمي المواطن صحياً واجتماعياً وتحافظ على أمواله ومكاسبه التي بذل فيها جهداً لا يستهان به . إن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله عندما اصدر أمره السامي بتشكيل لجنة لدراسة أوضاع جدة وما آلت إليه وأسبابها وكيفية علاجها إنما يريد أن يكون المواطن في مأمن على نفسه وماله وعرضه وهذا ما سعت ولا تزال حكومتنا الرشيدة منذ أن وحد الملك عبد العزيز يرحمه الله أطراف الجزيرة العربية وحتى الآن ، وإنني أرجو من الله العلي القدير أن يوفق خادم الحرمين الشريفين ويعينه على اجتثاث أسباب الفساد الإداري والمالي والأخلاقي من جذورها . إن الله على كل شيء قدير. Abdulla-alshubat@hotmail.com