بين الشورى والمالية

Abstract

بين الشورى والمالية صالح العمودي • حتى وإن كنا ننتقد وبشدة بعض السلبيات والأخطاء الواضحة والمؤثرة في قطاع الشباب والرياضة فإن هذا لا يعني تجاهلنا لما تقوم به الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو تحاملنا على ما يصدر عن المؤسسات التابعة لها، ففي صميم هذا القطاع إيجابيات عديدة تستحق الإشارة إليها والإشادة بها، على الأقل من باب الإنصاف ليس إلا.• ويبدو لي أن من واجب الإعلام الرياضي التزام الحياد في الطرح المتعلق بهذا القطاع.. بل يتطلب الأمر في بعض الأحيان الوقوف بجانبه ومساندته بما يكفل له تحقيق أهدافه.• لقد سعدنا كثيراً بما حملته ميزانية الخير من بشائر تستهدف مزيداً من مشاريع التنمية والارتقاء بمستوى الخدمات وتحقيق رفاهية المواطن.. وكل بند من بنود هذه الميزانية كان يؤكد حرص خادم الحرمين الشريفين وحكومتنا الرشيدة على تلبية الاحتياجات وتنمية الموارد.• وفي يقيني أن كثيراً من قطاعات الدولة على اختلاف مجالاتها نالت من خير هذه الميزانية ما يبعث على الاطمئنان بمستقبل زاهر.. حتى ميزانية الرئاسة العامة لرعاية الشباب شهدت زيادة ملحوظة لكنها – وبصراحة – لا تفي بمتطلبات المرحلة التي تمر بهذا القطاع ولا تلبي كل احتياجاته الهامة.• هذا هو الواقع وتلك هي إحدى العوائق التي يعاني منها هذا القطاع في خضم التطلعات والآمال المعقودة عليه، والتي يسعى من خلالها لتوفير كل ما من شأنه المشاركة في صناعة الإنسان السعودي.. وبالتحديد أكبر شريحة في مجتمعنا الكبير.• أعرف أن هناك إيرادات متنوعة تحققها الرئاسة العامة لرعاية الشباب من خلال الاستثمار الرياضي في الأندية والمنتخبات والنقل التلفزيوني وغيرها من صور وأنماط الاستثمار المختلفة.. لكن بالنظر إلى حجم التدفق الكبير في بند المصروفات لمواجهة الالتزامات المالية المترتبة على هذا القطاع فلا غرابة أن يكون هناك عجز في الميزانية يعطل تنفيذ كثير من المشروعات الشبابية والرياضية المدرجة على قائمة الانتظار.• ولو أخذنا فقط على سبيل المثال لا الحصر مشاريع بناء مقرات بعض الأندية الرياضية المعتمدة منذ عدة سنوات لوجدنا أن الاحتياج المالي في هذا الجانب يتجاوز كثيراً ما يمكن تنفيذه بمخصصات هذه الميزانية.. وقس على ذلك بقية المنشآت المطلوبة لتلبية احتياج الرياضيين بصفة خاصة والشباب بشكل عام.• ومن هذا الوضع وما يغلفه من حقائق يجعلني أشفق على حال الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهي تقف بين مطرقة وزارة المالية وسندان مجلس الشورى.. وهو الموقف الذي تتجاذبه رؤى مختلفة من كل الأطراف.. وبعض هذه الرؤى سواء من في وزارة المالية أو مجلس الشورى يقوم على افتراضات وأحكام مسبقة لا صلة لها بالواقع الرياضي وبالتالي تأخذ المواجهة على طاولة النقاش طابع التضاد وتتسع دائرة الاختلاف.• فلجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب في مجلس الشورى تصر في كل تقاريرها على الزج ببعض الأسئلة المستهلكة حول نتائج المنتخبات الوطنية لكرة القدم ودور رعاية الشباب في احتواء الشباب وارتفاع تكاليف صيانة المنشآت الرياضية وخصخصة الأندية.. وليت اللجـنة الموقرة توجه هذه الأسـئلة إلى وزارة الـمالية على قاعدة المثـل الشعبي الذي يقـول اطبخي ياجارية كلف يا سيدي. 2 : عدد التعليقات