رسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك اوباما

Abstract

رسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك اوباماعبدالله العلميسيدي الرئيس، نرحب بك – وأنت مازلت في الأشهر الأولى من رئاستك للولايات المتحدة الأمريكية - في زيارتك الأولى للمملكة ، ونتمنى لك التوفيق والنجاح في جولتك الشرق الأوسطية في هذا الوقت العصيب الذي تمر به العلاقات العربية الأمريكية بصفة عامة والعلاقات السعودية الأمريكية على وجه الخصوص. فيما يتعلق بموضوع الإرهاب، من الواضح أن أمام المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية فرصة تاريخية لتجديد وتفعيل العلاقة الاستراتيجية بينهما لما فيه خير ومصلحة البلدين. ولنكون واقعيين، يجب ألا نتقاعس عن المبادرة بشرح موقفنا بكل وضوح وشفافية إتجاه قضية الارهاب. نحن ضد الارهاب وضد قتل المدنيين وضد الارهابيين بمن فيهم الذين يحتلون الأراضي العربية. نحن مع النمو والتطور ومع فتح الأبواب للتعليم للجميع والاستفادة من التقنية الحديثة والاستثمار والتطور الحضاري. نحن مع الحوار الوطني والاصلاح لكننا نريده إصلاحاً داخلياً نابعاً من معطياتنا الوطنية. كما أننا لسنا بحاجة لدروس خصوصية في الديمقراطية عبر مشاريع براقة مهما اختلفت مسمياتها لأننا شعب يؤمن بعقيدته وهويته ووطنيته، فلاشك سيدي الرئيس أنكم تعلمون علم اليقين معنى المثل الكيني الذي يقول: «إذا أتحد أفراد القطيع، نام الأسد جائعاً». القضية الفلسطينية سيدي الرئيس، صرحتم هذا الأسبوع أنه «لا يمكن السماح باستمرار النزاع العربي الإسرائيلي لأن ذلك أدى إلى تأخير حل الكثير من القضايا الأخرى العالقة في المنطقة.» في الوقت الذي ينادي فيه العرب بالسلام، كشفت الحكومة الاسرائيلية الجديدة المتطرفة بكل وقاحة النقاب عن خطة استيطانية جديدة مكثفة لمضاعفة عدد المستعمرين القادمين من شتى بقاع العالم في الضفة الغربية المحتلة. الخطة الاسرائيلية التي خُطِطَ لها في الظلام تنص على بناء 73 ألف مسكن بينها 5700 في أحياء القدس الشرقية التي اغتصبتها اسرائيل عنوة من الشعب الفلسطيني. بمعنى آخر، ستتمكن اسرائيل من إسكان أكثر من 280 ألف مهجر يهودي في مستعمرات الضفة الغربية المحتلة. كذلك يخطط الكيان الصهيوني لبناء مستعمرة جديدة في «بيت لحم» وبناء ثلاثة آلاف منزل في «معالي ادوميم» شرق القدس العربية المحتلة. من هذا المنطلق، كان - ومازال - خادم الحرمين الشريفين واضحاً وصريحاً عندما قال: إن على اسرائيل أن تدرك أن الخيار بين الحرب....