طلاب برسوم اشتراك

Abstract

< في الوقت الذي تقول فيه وزارة التعليم إنها تتوقّع استفادة 10 آلاف طالب وطالبة من مكرمة بلدهم وولي أمرها خادم الحرمين الشريفين بتحمل النفقات الدراسية لنصف المنتسبين في الكليات والجامعات الأهلية وفق ضوابط معينة كانت معقولة جداً، في هذا الوقت يقول طلاب الكلية التقنية في مكة المكرمة في رسالتهم:نحن طلاب الكلية التقنية في مكة المكرمة في حي العمرة، طلاب خدمة المجتمع طلاب برسوم اشتراك، المشكلة تكمن في أن الطالب ينتظم إذا حصل على معدل أعلى من 3.50 من 5.00، والترم السابق حصل عدد كبير من الطلاب على ممتاز أي فوق 4.50، ولكن لم يتم تحويلهم إلى طلاب منتظمين، ودفعوا الرسوم كاملة 4000 ريال لكل ترم، وحجة الإدارة أن الطلاب الحاصلين على تقدير ممتاز عددهم كبير، والإدارة لم تكافئ الطلاب على حصولهم على تقدير ممتاز، بل لم يسلموهم جداولهم إلا بعد دفع الرسوم كاملة، ونحن نطالب بأن يُحوّل الطلاب الحاصلون على 3.5 فما فوق إلى طلاب منتظمين وإعفائنا من الرسوم. انتهى كلامهم الذي أرسلوه بالبريد الإلكتروني، ولعل معاناتهم تنتهي وتنتهي معها عقليات إدارية، يبدو واضحاً أنها لا تتسق مع أفكار مثل فكرة قرار مجلس الوزراء أعلاه بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية التي تحيط هدفاً تنموياً معلناً ومعروفاً هو الاستثمار في بناء الإنسان. أثق بأن في الكلية قيادات تعي الاستراتيجية السعودية في بناء الإنسان، وأثق بأنها ستساعد هؤلاء في الحصول على ما وعدوا به، فالأمر في ظاهره يبدو تحفيزاً لمجموعة من الطلاب، استجابوا لهذا التحفيز وحققوا المستهدف، لكن من وعدهم ? إن كان كلامهم دقيقاً ? لم يف بهذا الوعد، أو لعله فوجئ بإنجازهم الكبير. الأمر الآخر في ثنايا هذهالحدوتة، أن ثقافة تقويم التحصيل بالمعدلات المحققة تحتاج إلى مراجعة، فليس كل من حقق النسب العالية يتمتع بالذكاء والقدرة على الإنتاج، ربما هو يتمتع بالقدرة على الحفظ، أو بالقدرة على التواءم مع أنظمة الاختبارات وطريقتها عبر تجميع ودراسة الاختبارات السابقة التي توفرها محال النسخ والتصوير. المبرزون والأذكياء لم يكونوا دوماً متفوقين، ولا أبخس المتفوقين حقهم في هذه المكافأة، لكن الحكومة تدفع للكليات الأهلية عن نصف منسوبيها من أبناء الوطن، فمن باب أولى أن تعفي طلاب الجامعات والكليات الحكومية من أي رسوم، أو حتى من نصف الرسوم. وأخيراً أعجبتني تسميةطلاب برسوم اشتراكالواردة في الرسالة، وذكرتني بالقنوات الفضائية الرياضية، التي لا تمكّنك من المشاهدة إلا بدفع الرسوم، وهنا يمكن اعتبار أن هدف الكلية هو تعويد الشباب علىكح الدراهممن بدري، حتى لا يتعودون على مجانية الأشياء. mohamdalyami@gmail.com