قنصليتنا وإعصار ساندي

Abstract

قنصليتنا وإعصار ساندي في أحيان كثيرة عندما ترى مسؤولاً يتجول في نطاق أماكن عمله لا تستغرب، فهو واجب وطني يحتم عليه ذلك، ولكن عندما يتخطى ذلك العمل بقيامه بعمل إنساني نبيل فوق واجبه، فيجعلك ترفع له القبعة احترامًا وتقديرًا. في يوم الخميس الأول من شهر نوفمبر من هذا العام 2012م، وهو اليوم قبل الأخير من العودة للمدارس والدوام لكل موظفي الدولة، تكدس المسافرون العائدون من الولايات المتحدة الأمريكية في مطار نيويورك بعدما ألغيت رحلاتهم لمدة يومين بسبب الإعصار «ساندي» الذي تسبب في عرقلة حركة الطيران، لم يكن بوسع شركات الطيران سوى الوقوف عاجزة أمام العدد الهائل من المسافرين، وبعد إقلاع آخر طائرة، على صريخ الأطفال والنساء، خصوصًا الذين لم يستطيعوا الحصول على فنادق تؤويهم ومن بينهم أطفال ونساء لا مرافق ولا دليل لهم في هذه المدينة التي أغلقت ثلث فنادقها بسبب انقطاع الكهرباء، إضافة إلى تخلي شركات الطيران عن مساعدتهم وتقديم الخدمة المفروضة عليها من توفير السكن والمواصلات، فوجئ المسافرون بالقنصل العام الأستاذ عزام القين بين الركاب حاملاً كرتونًا من الماء يوزعه على كل المسافرين ويطمئنهم بأن السفارة ستقوم باستضافة الجميع على حسابها، وتدبير كل أمورهم حتى عودتهم إلى أوطانهم سالمين، وذلك تنفيذًا لأوامر خادم الحرمين الشريفين، وبالفعل قام ومن معه بالتواصل مع الفنادق وشركات النقل حتى تم استيعاب كافة المسافرين الذين لم يحالفهم الحظ في السفر تلك الليلة، وتم توصيلهم للفنادق وإسكانهم في أميزها، والصرف عليهم حتى عادوا لبلدهم مطمئنين ومسرورين لما لمسوه. وفي لحظات تحوّلت حالة اليأس والتذمر من المسافرين إلى حالة شكر وتقدير لخادم الحرمين الشريفين ثم لهذا القنصل الذي مثل بلاده خير تمثيل، وبرزت فيه نبل المشاعر، وإخلاصه لوطنه وحكومته، في ظل حكومة وضعت المواطن من أولى اهتماماتها، ليرفع رأسه بين شعوب الأرض مفتخرًا بوطنيته وانتمائه لهذا البلد -حماه الله- في رعاية حبيب الشعب أبي متعب -حفظه الله-. عطية عبدالغني الصحفي - جدة (function(d, s, id) { )