ثول التي امتلكت قلب صانع القرار

Abstract

ذاك يوم أشرقت فيه الشمس على غير عادتها فرحة واستبشارا بمقدم صانع القرار لتحتفل ثول في تلك المناسبة الأكبر من كل الكلمات التي تناثرت أحبارها عطرا في كل الأرجاء وتعيش يوما جديدا في تاريخها الحديث مستمدة مكانتها بسواعد رجالها في زمن كان ولا يزال يشكل نسيج كيانها المتماسك بأصالة أولئك الرجال تحت راية الملك عبدالعزيز الذي وحد القلوب قبل أن يوحد الحدود لتظل ثول كما هو شأنها رمزا للوفاء ولتعانق من جديد عصر التقنية والعلم والتنمية من أوسع الأبواب ولتكتب اسمها بأحرف لامعة بسحر طبيعتها الخلابة. ومع كل ذلك تبقى متمسكة بإرثها وامتداد حضارتها لأنه يمثل لها منظومتها اليومية بدءا من ساعات الفجر الأولى ركضا من أجل أن تقتسم قوت أبنائها اليومي حتى مع صعوبة الحياة وندرة مواردها ومع هذا كانت صابرة مطمئنة وتحلم بيوم قريب منذ لحظة ميلادها وما تحتويه سجلاتها ماضيا وحاضرا ومستقبلا وأنه سيأتيها رزقها رغدا حيث شاءت ويتغير الحال وتكتسي أرضها حلل الخير والرفاهية والمزيد من الاستقرار وليعتلي أبناؤها وبناتها أعلى مراتب العلم في شتى أصناف الحياة ومتطلبات العصر وهو ما تحقق لهم بعزيمتهم وطموحاتهم ورغبتهم الأكيدة بالمشاركة في وطن هو الأجدر بهذا الانتماء وتغنى به الآباء قصائد شعر تحاكي واقع الحياة بكل بساطتها التي صنعت منها هذا النسيج والتلاحم الأبدي مع قيادتها ورموز الحكمة من ولاة أمرها لنتفق بأنها ملحمة تؤكد موقفها ناصع البياض الذي يمثل وحدة ألوان أشرعة مراكبها التي باتت تبحث عن مرسى على شاطئها الجميل لتجدد الذكرى يوم كانت تطوف البحار والخلجان في رحلات الصَّدف والمحَار وجلب الأرزاق لعدد من البلدان مهما تباعدت المسافات ولتعود بعد عناء السفر واختلاف الأنواء لتصل تلك المراكب من البعيد مرحبين بعودة السالمين ومترحِّمين على من ذهب مودعاً لدار الأتقياء من الصالحين والشهداء وتلك هي خاصية مذاق الحياة بحلاوتها وشيئا يسيرا من مرارتها. لكن ثول اليوم على وجه التحديد تبدو وكأنها أكثر جرأة بعد أن أحست أنها أكثر أمنا واستقرارا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأنها ببساطة امتلكت قلب ملك العدل وإصلاح الحال وصانع قرار بناء مدن الخير والنماء في عهد الازدهار والتطلع للارتقاء بالإنسان لتعود بنا ذاكرة المشهد التاريخي والذي لم يكن بالبعيد يوم وضع بيده الكريمة حفظه الله حجر الأساس البلوري لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية يومها وقف التاريخ تحية إكبار لقائد الأمة وفارس نهضتها الذي أعلن أمام العالم أجمع بأن ثول تُعد من تلك اللحظة تتربع بثقة كبيرة على خارطة العالم وأصبحت تتجه لها الأنظار وهو حلم تتطلع إليه كل الأجيال وحتى لا تتبخر أحلام الكبار وممن سكن الديار وضحى حتى كبر الصغار وأصبح لهم شأن لابد من استجابة عاجلة لمطالب أصحاب الحكمة والوقار من الأعيان الذين لا مصلحة لهم إلا أن يروا ثول في أحسن حال ويترجموا رؤية ملك البلاد بعيدا عن من يبحث بين الركام عن مصلحة واقتناص فرص الأوهام. Mu7mad@hotmail.com >