ثقيف ترعة شموخ التاريخ وهندسة الجغرافيا

Abstract

عندما تتجلى عظمة الخالق سبحانه وتعالى في خلق الطبيعة وتتناغم قمم الجبال الشاهقة مع جمال الأودية وجريان المياه الصافية ومناظر الطبيعة الخلابة من الأشجار الطبيعية والزراعية وأشكال شتى من المزارع الجميلة، ويعيش بين جنباتها قوم هم العراقة في النسب والمجد في صنع الحياة وتشكيل مسار التاريخ وعندما يكون لثقيف ترعة هذا الشرف فذاك يعني هندسة الجغرافيا وشموخ التاريخ. الموقع تقع ثقيف ترعة إلى الجنوب من محافظة الطائف وتبعد عنها حوالي 135 كم تقريباً بين خطي عرض 20-21 درجة شمالا وخطي طوال 22 - 23 درجة شرقاً على وجه التقريب. نسب ثقيف يعود نسب ثقيف إلى قسي بن منبه بن النبيت بن منصور بن يقدم بن أفصى بن دعمي بن إياد، ومن المعلوم أن أول من سكن الطائف هم العماليق ثم بنو عدوان، وعندما صاهر قس بن منبه وهو من ثقيف كثر ولده وغلبوا على أخوالهم أهل الطائف واستأثروا به فأصبح الطائف لثقيف، وفي أواخر القرن الهجري الأول وعلى أثر الخلافات القبلية خرجت مجموعة من ثقيف الطائف وتوجهوا جنوباً وسكنوا ترعة ثقيف، وتتكون ثقيف ترعة حالياً من عشائر وقبائل متعددة هي: قبيلة الدارين وقبيلة آل يعلي وقبيلة آل محمد وقبيلة بني يوسف وقبيلة بني جاهل ولكل قبيلة من هذه القبائل شيخ أو معرف ولا يوجد لهم شيخ شمل. المرافق والخدمات الحكومية امتدت يد الخير من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ومن سبقه من آل سعود الكرام بالعطاء لثقيف ترعة وأصبحت تضم بين جنباتها عشرات المرافق والمدارس والمصالح الحكومية إضافة إلى العديد من المشاريع الخدمية التي يتم تنفيذها والتي يجري العمل على دراستها لتنفيذها مستقبلاً بثقيف ترعة. أبرز الحصون والمنتجعات السياحية أبرز الحصون والقلاع الأثرية بثقيف ترعة حصن العجمة بقرية الدارين ويعتبر أكبر حصن في ثقيف من حيث الفخامة والارتفاع حيث يتكون من أربعة أدوار، حصن حمران ويشرف على قرية الأحلاف القديمة على بابه توجد نقوش وكتابات قديمة. حصن المشيد وحصن الوبر وجميع هذه الحصون كانت تستخدم لعرض المراقبة الأمنية وحماية المزارع والقرى من هجمات الأعداء، إضافة إلى العديد من القرى والهجر الأثرية والأسواق الشعبية القديمة، أما المنتجعات السياحية فالحقيقة أن ثقيف ترعة بكاملها تعد منتجعاً سياحياً جذاباً نظراً لما تتميز به عن طبيعة خلابة وهواء عليل وحياة عذبة. أبرز العادات والتقاليد ثقيف ترعة تعتبر من إحدى القبائل العريقة في جنوب الطائف ولا تقل بأي حال من الأحوال عن بقية القبائل في تمسك أهلها بالعادات والقيم والتقاليد الإسلامية والعربية الأصيلة، فالكرم والشهامة والوفاء وإغاثة الملهوف والتراحم والتمسك بمبادئ الدين الحنيف من أبرز القيم التي يلتزم بها أبناء ثقيف إلى جانب التقاليد الأصيلة في تربية الأبناء وتعويدهم على آداب الرجال في الملبس والحديث والمجلس. نشاط السكان يمارس أهالي ثقيف العديد من الأنشطة المختلفة تأتي التجارة والزراعة ورعي المواشي وتربية المناحل في مقدمتها إلى جانب انخراط الكثير من أبناء المنطقة في الوظائف والأعمال الحكومية والتجارية. المناخ في ثقيف ترعة يتميز مناخ ثقيف بأنه بارد ممطر في فصل الشتاء على منطقة الجبال ودافئ على منطقة تهامة، أما في فصل الصيف فإن المناخ يكون معتدلاً على منطقة الجبال عن ثقيف ترعة وحار على منطقة تهامة التابعة لثقيف ترعة والأمطار تقريباً موسمية وبذلك فإن هذا المناخ جعل من ثقيف ترعة مركز جذب سياحي في جنوب الطائف. أبرز الاحتياجات رغم إن ثقيف ترعة تعتبر حاضرة القرى والهجر والمراكز في جنوب الطائف حيث دخلها التعليم منذ عام 1343هـ بعد توحيد الملك عبد العزيز للحجاز واكتسب التعليم صفة النظامية بهذه المنطقة 1372هـ حينما أسست أول مدرسة، أقول رغم أن ثقيف ترعة تعتبر الحاضرة لما حظيت به من مرافق وخدمات ومشاريع تنموية كبيرة إلا أن أبناءها لا زالوا يتطلعون إلى تأسيس مجمع قروي وكلية للبنات وفرع للجوازات وفرع للمرور وفرع للمخدرات وشبكة مياه عامة واستكمال خدمة الهاتف والكهرباء والطرق في بعض القرى والهجر التابعة لثقيف ترعة.. والجميع في ثقيف ترعة يتمنون على المسؤولين تحقيق تطلعاتهم وتطلعات المنطقة من خلال تلبية متطلباتهم التي تسهم في الارتقاء بمستوى المنطقة وأبنائها.