اليوم الوطني.. ذكرى وحدة وإنجاز

Abstract

اليوم الوطني.. ذكرى وحدة وإنجازصالح محمد الجاسر يوم غد الأربعاء هو الأول من الميزان، وبعد غد هو الخامس من شهر شوال، وبين هذين اليومين في تاريخ الوطن ترابط وثيق، فالأول هو نتيجة للثاني، والفاصل الزمني بين اليومين 32 عاماً فقط. في الخامس من شهر شوال سنة 1319هـ كانت الانطلاقة التي قادها الملك عبد العزيز لوضع أسس هذا البلد حينما استرد - رحمه الله - مدينة الرياض لينطلق منها في عمل متواصل من أجل تأسيس الدولة، وفي سنة 1351هـ توج هذا الجهد الكبير بقيام المملكة العربية السعودية، وبين هذين التاريخين كان الإصرار والعمل ومواجهة كل معوقات قيام الدولة. إن قيام وحدة بحجم المملكة العربية السعودية وخلال أقل من ثلث قرن إنجاز يفوق الخيال، وعمل يُعد مضرب المثل في النجاح، وهو لم يأت دون معوقات أو عقبات، بل كان نتيجة عمل شاق زادُه إيمان بالله تعالى وهدفٌ سام ونية خالصة وإرادة جبارة. واليوم والمملكة تحتفل بذكرى اليوم الوطني التاسع والسبعين، تفتخر بما حققته من إنجازات كبيرة على مدى مسيرتها، كما تفتخر بافتتاح منجز جديد ومتميز يُضاف إلى تلك الإنجازات، وهو افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وهي جامعة خصصت للدراسات العليا البحثية ويقوم برنامجها على المنح الدراسية واختيار الطلاب المؤهلين للالتحاق بها من المملكة وجميع أنحاء العالم . كما تحتضن الجامعة أربعة مراكز بحوث علمية متخصصة تهتم بدراسة الاحتياجات الصناعية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتطوير الصناعات المستقبلية. وهذه الجامعة التي يغطي حرمها الجامعي مساحة 36 مليون متر مربع واستغرق تأسيسها ثلاث سنوات فقط، ستكون منارة علم بما تضمه من تخصصات علمية متميزة، كما ستكون مضرب المثل في سرعة الإنجاز، فثلاث سنوات لبناء جامعة متكاملة المرافق أمر ليس باليسير وإنجاز يستحق الإشادة والتقدير. ويوم غد الأربعاء ستصبح هذه الجامعة التي بدأت حلماً في مخيلة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حقيقة يفاخر بها الوطن، وتضاف إلى منجزاته. إن ما يتطلبه الوطن منا في ذكرى اليوم الوطني ألا يكون هذا اليوم مجرد ذكرى عابرة، بل يجب أن تكون كل ذكرى لليوم الوطني منطلقاً نجدد فيها العزم على إضافة منجز جديد، وعلى مراجعة كل عمل سابق ومدى ما حققه للوطن وإنسانه من إضافة. كما أن ما تحقق من إنشاء هذه الجامعة في زمن قياسي يجعلنا ندرك أن العزم والإصرار على تنفيذ المشاريع في وقتها المحدد أمر ممكن مهما كانت مبررات التأخير.