المسابقة القرآنية

Abstract

إن المواطن المسلم الذي شرفه الله بالانتماء إلى هذا الوطن الإسلامي المبارك ليشعر بالفخار والاعتزاز وهو يرى مظاهر العناية بالكتاب والسنة من دولة قامت على هذين الأصلين، وحملت لواء نشرهما والدعوة إليهما، والحكم والتحاكم إليهما في كل شؤون الحياة، إن هذه المسابقة لهامة تعد صورة من صور العناية والرعاية والاهتمام والدعم لكل ما يخدم هذين الأصلين، إن ما يميز هذه المسابقة ونظائرها في حلقة الجهود المستمرة لخدمة الدين والعقيدة أنها نابغة من استشعار ولاة الأمر - أيدهم الله - وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله ذخراً للإسلام والمسلمين - بضرورتنا إلى هذين الأصلين العظيمين، والأساسين الراسخين الذين تحصل بهما النجاة في الدنيا والآخرة، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به بعدي لن تضلوا: «كتاب الله وسنتي» ، ولا شك في هذه الضرورة الملحة، لا سيما في أوقات الفتن، وحصول النوازل المتنوعة، فالقرآن هو حبل النجاة، وهو الدواء والشفاء، (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة) ، (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء) ، نعم إنه شفاء القلوب، وشفاء الأرواح، وشفاء الأبدان، إنه كلام الله وخطابه الإلهي للبشرية، وخاتمة الكتب السماوية، فيه نبأ السابقين، وخبر اللاحقين، فيه الحكم والحكمة والأحكام، مهيمن على الكتب السابقة ومصدق لها، محفوظ بحفظ الله من الزيادة والنقص والتبديل، (إن نحن نزلنا الذكر وإنا له لحفظون). أما السنة النبوية المطهرة فهي المصدر الثاني من مصادر الشريعة الإسلامية، بل قد تكون المصدر الأول في كثير من الأحكام، والرسول صلى الله عليه وسلم، أوتي القرآن والسنة معاً، قال تعالى: (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة) ، وقال سبحانه: (ويعلمهم الكتب والحكمة). وقد ذكر الشافعي، ويحيى بن كثير، وقتادة، وغيرهم: أن المقصود ب «الحكمة» السنة، لأن ما يتلى في بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم إما القرآن وإما السنة. وقال صلِى الله عليه وسلم: «لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر مما أمرت به، أو نهيت عنه، فيقول: بيننا وبينكم القرآن فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من تحرام حرمناه، ألا أني أوتيت القرآن ومثله معه». وقد أخبر الله صلى الله عليه وسلم عن نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: (وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى). وأمر باتباعه....