“متى يتم تكريم هذا الرجل ؟”

Abstract

“متى يتم تكريم هذا الرجل ؟”عبد الرحمن محمد الفرّاجالسبت, 6 يونيو 2009عبد الرحمن محمد الفرّاجالكل في جميع أنحاء المملكة وخارجها تابع العمل البطولي الذي قام به مجموعة من الشباب في مدينة حائل كان نتائجه إنقاذ حياة امرأة سقطت سيارة زوجها التي كانت تقلها وإياه في مجرى وادٍ قريب من مدينة حائل ، فكان لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في بقاء هذه المرأة على قيد الحياة، فجاءت الاستجابة فورية ومباشرة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدا لله بن عبدالعزيز حفظه الله تعالى ورعاه في منحهم أوسمة متفرقة على حسب العمل الذي قاموا به ، ثم أمر لهم أيضاً صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران بمكافآت مالية ، وتبع ذلك توجيه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل بإقامة حفل تكريم يليق بهم جميعاً مع إنشاء جمعية للمتطوعين ، واختتم هذا الكرنفال التكريمي بتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية بتعيينهم في قطاع الدفاع المدني مع ترقيتهم استثنائياً ( بالرغم من أنهم تقدموا للتوظيف فيه ولم يقبلهم ) ، وكان التعيين نظير ما قاموا به من عمل بطولي يعتبر نبراساً لكل مسلم على وجه العموم ولكل محب لهذا الوطن الغالي الذي نعيش فيه لحمة واحدة ،كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر ولله الحمد والمنة .كما أن ذلك كان مشجعاً كبيراً على القيام بمثل هذه الأعمال البطولية وهذا ما يجعل هذا المشهد لم ينته بعد حيث إن هذا الاحتفاء كان بأبطال حائل فقط لكن هناك الكثير من أبناء الوطن قاموا بأعمال بطولية تستحق التوقف عندها كما تستحق التكريم والتقدير من ولاة أمرنا ، ويحضرني بهذه المناسبة مثال واحد عايشه كل أبناء منطقة القصيم كافة وأبناء محافظة عنيزة خاصة ألا وهو العثور على جثة غريق عنيزة في وادي الرمة أحمد الرعوجي (رحمه الله ) ، والذي كان سقوطه في الوادي مطلع شهر ذي القعدة من عام 1429هـ ، فوجه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم بتسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية للبحث عن الغريق الرعوجي ، كما وجه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية أجهزة الدفاع المدني المتوفرة داخل المملكة للبحث عنه ، وإن لم تتوفر داخل المملكة فعلى جهاز الدفاع المدني توفيرها من خارج المملكة ، وتم ذلك تحت إشراف مدير عام الدفاع المدني ، ومدير الدفاع المدني بمنطقة القصيم ، وفعلاً تمت مرابطة فرقة كاملة بمعداتها وأجهزتها المتطورة على مدار الأربع وعشرين ساعة ولمدة تجاوزت الخمسة أشهر واستخدمت خلالها الكلاب البوليسية المدربة والأجهزة المتطورة بكافة أنواعها ، وبالرغم من ذلك لم يتم العثور على شيء سوى سيارته ، حتى بلغ بتلك الأجهزة حد اليأس ،لكن أهله كان أملهم كبيرا في أن يتم العثور عليه بالرغم من وجود نباتات طفيلية ومياه صرف صحي وأحراش متداخلة .ويشاء الله سبحانه وتعالى أن يكون في يوم من الأيام وقريباً من الموقع الذي سقط فيه الغريق أحد رجال المباحث الجنائية في رحلة مع أسرته فلفت نظره تهافت بعض الكلاب في الوادي على موقع معين تحاول نبش الأرض وبإصرار عجيب ، فحاول الاقتراب منها وتفاجأ بأنه يشم رائحة غريبة فطلب من رجال الدفاع المدني المرابطين في الموقع حفر الموقع لأنه يشتبه فيه ،وفعلاً تم بحضور المسؤولين ، وعثر فيه على جثته (رحمه الله ) واطمأن أهله وذووه ومحبوه وتم تجهيزه والصلاة عليه ودفنه .إنني وأنا أطرح هذا الحدث أرى بأن هذا المواطن يستحق التكريم أسوة بزملائه في حائل لا سيما وأنه عثر عليه بعد بحث تجاوز الخمسة أشهر تم فيه تسخير جميع الإمكانيات المادية والبشرية ، وفي لحظة وبدون تخطيط مسبق يعثر عليه بالرغم من أنه تم حضور عدد من قصاص الأثر ، وفي الوقت نفسه يبرز سؤال هام جداً وهو كيف تم تسخير جميع الإمكانات المادية والبشرية وبالرغم من ذلك لم يعثروا عليه بالرغم من أنه لا يبعد عن موقع سقوط السيارة أكثر من مائة متر قد تجاوزته فرق البحث بأكثر من ذلك والله المستعان ، فهل يتم تكريمه أتمنى ذلك !!أسعد الله أوقاتكم