الغالي والثمين فداء للبيت الأمين...؟!
Date
2008-10-12xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14291012Author
Abstract
مكة المكرمة... هي أقدس بقاع الأرض بالنسبة للمسلمين، الذين يصل تعدادهم اليوم حوالى بليون ونصف البليون نسمة. فيها بيت الله الحرام والكعبة المشرفة... وهي قبلة المؤمنين التي اصطفاها الله دونما سائر البلاد، لتكون مقراً لبيته، ومهوى لأفئدة المسلمين... الذين يتوجهون إليها خمس مرات في اليوم، عندما يؤدون الصلاة المفروضة... ويحجون إليها من كل فج عميق- خاشعين قانتين، يرجون فضلاً من خالقهم ومغفرة. إن كل ذرة من ثرى هذه المدينة الطاهرة تعبق بالقداسة والعراقة والإشراق. هي أم القرى، ومركز الأرض، ومنطلق النور والهدى للعالمين.وبالإضافة لقدسية هذه المدينة لكل المسلمين، فإن مكة بالنسبة للكثيرين هي مسقط رأس... واننى أتشرف بكوني من هؤلاء. ففي البقعة القديمة من مكة (والتي أزيلت مؤخراً) ولدنا ونشأنا وعشنا أول سنوات اليفوعة، في هذه المنطقة التي تشكل (مجتمعة) مكة القرنين الثالث عشر والرابع عشر والثلث الأول من القرن الخامس عشر الهجري.* * *أذكر في هذه البقعة (على سبيل المثال وليس الحصر) منطقة جبل هندي (أو جبل قعيقعان) وتلك القلعة التركية التي كانت تتصدر إحدى قممه. تحولت هذه القلعة إلى مدرسة تحضير البعثات (أول مدرسة ثانوية بالمملكة) ثم إلى دار لأول إذاعة سعودية (هنا مكة المكرمة). وكان بابا طاهر (المرحوم طاهر زمخشري) يعد فيها ويقدم برنامجا للأطفال. ثم تحولت القلعة إلى مدرسة كبرى (مدرسة عرفات) إلى أن أزيلت تماماً، ومهد الجبل الذي كانت عليه.كأحد أبناء تلك البقعة، كنت أتشوق دائماً لزيارتها، ولو بمجرد المرور في أزقتها، كلما سنحت فرصة، أو سمحت الظروف بزيارة البيت العتيق. صحيح، أنني، والغالبية العظمى من أترابي، غادرنا هذه المنطقة عند الثامنة عشرة تقريباً. ولكن هذه المنطقة لم تغادرنا، بل بقيت في القلوب... وعاشت في الضمائر والأخيلة.* * *في شهر ربيع الأول من هذا العام 1429هـ (2008م) تمت إزالة كامل هذه المنطقة، ومحوها من الوجود. ولكن، ما يعزي أهلها ومحبيها أنها أزيلت لغرض شريف، ومقصد نبيل... فيكفي أنها أزيلت لصالح الحرم.* * *أثر حدث إزالة معظم تلك الأحياء الأربعة في نفسي تأثيرا نادرا وعجيبا. ولكن الأمل هيمن، و الارتياح طغى... بسبب أن ما عمل هو لصالح الحرم المكي الشريف، ولراحة زوار البيت الأمين. إنه مشروع توسعة الساحة الشمالية للحرم المكي الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يحفظه الله) لزيادة الطاقة الاستيعابية للحرم الشريف، وتسهيل قيام قاصدي البيت الحرام بمناسكهم بيسر أكبر وسهولة أرحب. (وقد كلفت هذه الإزالة خزينة الدولة مليارات الريالات). لما ذكر من أسباب، أشعر بارتياح تام.بل إن هناك، في الواقع، مزايا أخرى لهذه الإزالة، أهمها: التمهيد لجعل سكن قاصدي الحرم خارج منطقة المسجد، مع ربط المنطقة السكنية بالحرم بقطارات - تعمل على مدار الساعة. كما أن المنطقة التي أزيلت هجرها معظم أهلها... فاتجه للسكن فيها المتخلفون والمخالفون، بسبب عشوائية بنائها، وضيق اغلب طرقها، وتعرج أزقتها وقدمها، وصعوبة الدخول إليها، والخروج منها. ولا شك أن هذه الإزالة ستسهم في إعمار مناطق أخرى بمكة المكرمة، باعتبار حصول ملاك الدور التي أزيلت على تعويضات جيدة. والمؤمل أن تحظى صور هذه المنطقة وتاريخها وآثارها بمكانة مناسبة في متحف تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة، الذي سينشأ قريبا، حتى تبقى في ذاكرة الأجيال القادمة. وفَّق الله خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة دائماً لما يحب ويرضى.للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 121 مسافة ثم الرسالة
Publisher
صحيفة عكاظVideo Number
595175Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
15387Topics
التخطيط الاقتصاديالمساجد
المسجد الحرام
المسجد النبوي
عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (ملك السعودية) - الزيارات
مكة المكرمة
منطقة مكة المكرمة - الادارة العامة