نيابة عن خادم الحرمين تشرف بغسل الكعبة المشرفة الأمير مقرن : « لقاء مكة » يعتمد على دور الفلسطينيين أنفسهم

Abstract

نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، تشرف الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة صباح أمس، بغسل الكعبة المشرفة جرياً على العادة السنوية، وأكد الأمير مقرن بن عبد العزيز في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، عقب انتهاء غسل الكعبة المشرفة، بأن دعوة خادم الحرمين الشريفين، التي وجهها للأشقاء في فلسطين للالتقاء في رحاب البيت العتيق، جاءت خالصة لوجه الله، وتصب في مصلحة الشعب الفلسطيني والإسلام والمسلمين، واضاف الأمير مقرن «هذه نية الملك عبد الله بن عبد العزيز التي يتبعها دائماً، ويبقى الدور على الأخوة الفلسطينيين أنفسهم»، كما عبر الأمير مقرن عن سعادته بتشرفه بغسيل الكعبة المشرفة. وكانت عملية الغسل التي تتم مرتين في كل عام، قد حضرها الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، والأمير عبد الله بن فهد وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة للشؤون الأمنية، والشيخ صالح الحصين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي والشيخ الدكتور محمد الخزيم نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام، والسفير محمد طيب مدير فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة، وعبد الله الفائز وكيل امارة منطقة مكة المكرمة وسدنة بيت الله الحرام وعدد من المسؤولين وجموع من المواطنين، وأعضاء السلك الدبلوماسي الإسلامي المعتمدين لدى المملكة. وتمر عملية غسل الكعبة المشرفة بعدد من الخطوات، حيث يسن قبل التشرف بدخول الكعبة الطواف سبعا حولها، وتسلم الحجر الأسود «يمين الله في الأرض»، والركن اليماني اقتداء بالسنة النبوية المشرفة، كما يسن أيضا الصلاة فوق لوح من الرخام المنقوش بعلامة ظاهرة إشارة الى المكان الذي ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فيه، وهو باتجاه الحائط الجنوبي بالقرب من الركن اليماني الى الداخل من جدار الكعبة، وتختلف تلك الصلاة في الداخل عن خارجها، من حيث «تعدد الاتجاهات»، فالصلاة في الكعبة ثماني ركعات وهي من سنن الدخول الى الكعبة، موزعة على ركعتين في اتجاه كل حائط من جدرانها الأربعة، حيث لا قبلة في جوف القبلة. ويتم استخراج أدوات غسيل الكعبة المشرفة من صندوق من الرخام «النادر»، الذي تحفظ فيه أدوات خدمة البيت وحوائج غسل الكعبة، من دهون الطيب كالعود والورد والعنبر ولفائف من قماش قطني معد للغسل، والذي يستخدم في عملية تدليك جدار الكعبة المشرفة من الداخل بعد تبليله بماء زمزم المخلوط بماء الورد، والذي يتم تحضيره منذ وقت مبكر من قبل الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف. وتتزين جوانب الكعبة الأربعة بارتفاع نحو مترين بلباس من الرخام الأبيض مزنّرة برخام ملون ومزركش بنقوش هندسية إسلامية، وما يعلوها مغطى بستارة خاصة من الحرير الأحمر الوردي مشغولة بالنسيج الأبيض على هيئة الشهادتين وبعض أسماء الله الحسنى على شكل رقمي ثمانية وسبعة متكررة بخط الثلث العربي البديع، وهي إهداء من الملك فهد بن عبد العزيز، يرحمه الله الى الكعبة المعظمة، يقوم بصناعتها يدويا مصنع كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة. ويتدلى من سقف البيت المحرم، الذي يقدسه المسلمون في كافة بقاع الأرض، عمود معدني مكسو بالفضة الخالصة له خطافات صغيرة، معلق فيها هدايا الكعبة من أباريق وشمعدانات وأوانٍ أثرية من الذهب والفضة، يعود بتاريخها الى ماضي سحيق، أهداها ملوك وخلفاء وسلاطين قربة الى رب البيت وطلبا لمرضاته، إلى جانب الألواح الأثرية المعلقة من الداخل على الجدار الغربي المواجه لباب الكعبة، والمنقوش عليها أسماء الولاة والخلفاء، والتي كتبت بعد القرن السادس للهجرة وتؤرخ أعمالهم لتجديد وترميم الكعبة المعظمة، وفي الحائط الشرقي وبين باب الكعبة المشرفة، وباب التوبة وضعت وثيقة تؤرخ لقيام خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد بن عبد العزيز بشرف ترميم وتجديد الكعبة المشرفة، الذي دشنه الملك عبد الله بن عبد العزيز في عام 1419هـ عندما كان ولياً للعهد آنذاك، وكان آخر ترميم شامل للكعبة في زمن السلطان مراد الرابع من سلاطين آل عثمان سنة 1040 من الهجرة النبوية.