النصابون ... السياحة الخارجية تتطلب الحذر و المزيد من اليقظة و الحرص

Abstract

شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ على قلق النصابون عبدالله الحارثي السياحة الخارجية تتطلب الحذر والمزيد من اليقظة والحرص، بل تستدعي من البعض التخطيط لرحلته والتجهيز لها مبكرا لتلافي الوقوع فريسة للذئاب التي تصطاد السياح في المطارات أو المواقع السياحية.المشكلة الحقيقية لا تكمن في «النصابين» الذين يزاولون تلك العمليات على السياح وبالذات القادمين من الخليج، لكنها مؤلمة عندما تقع بين رعايا الدولة الواحدة في بلد الغربة.قادتني الصدفة اثناء إجازتي السنوية وأنا في رحلة بحرية للتنقل بين جزر في إحدى الدول، لاكتشاف عملية نصب وقع فيها مواطن سعودي في عاصمة تلك الدولة، ولم تكن من أبناء الولاية المستضيفة التي تستقطب زوراها سنويا، لكن النصاب والضحية من أبناء جلدتي والفخ هنا كان من العيار الثقيل.استمعت لذلك الرجل بحرقة شديدة، جراء عملية النصب التي لحقت به، إذ إنه أراد قضاء إجازة من نوع مختلف، وقرر التنقل في رحلات بحرية وبرية بين الجزر والحدائق ما يتطلب السكن في جزيرتين ومواصلات وحجوزات طيران واستقبال وتوصيل في المطارات، ولم يكن أمامه من الخيارات المتاحة لدى وصوله غير البحث في عاصمة تلك الدولة عن مكتب سياحي للاتفاق معه على تأمين متطلبات رحلته بدلا من التنقل في كل جزيرة والحجز وإرهاق أسرته.أثناء تجوله عثر على مكتب وزادت ثقته عندما عرف أن صاحبه مواطن مستثمر في مجال السياحة في تلك الدولة، عندها قرر ترك الموظف والتعامل مباشرة مع المالك الذي عرض عليه فنادق بعينها ورسم له خط السير والعودة شاملة السكن والتنقل، وما إن بدأ رحلته حتى اتضح أن ثقته كانت في غير محلها، ووقع في فخ نصاب محترف، يزاول التدليس مدعيا الوطنية، في كلمات معسولة يرددها على رواد مكتبه «هدفي خدمة أبناء وطني وبأقل الأسعار ومكسبي مبلغ أتقاضاه من السائح والمكسب أحصل عليه من الفنادق ذاتها والجهات التي أتعامل معها مثل شركات النقل الجوية والبحرية والبرية».اتضحت للضحية كل الألاعيب بمجرد دخوله المطار، إذ اتضح أن التذاكر بأسعار مخفضة ويحق للراكب وزن معين لحقائبه لكن النصاب بالغ في سعر التذاكر، والشحن، والحال نفسه في السكن ووسائل التنقل البحرية والبرية، يكاد الرجل يجن من المبالغ التي دفعها والتي تكفي لقضاء بضعة أشهر.حاول الاتصال بـ«النصاب» لكنه لم يرد على الهاتف، ووجد انه امام الخيار الأوحد لإكمال رحلته ومن ثم العودة له في محطة المغادرة.صحيح أن المواطن يسعد في بلد الغربة عندما يلتقى ابناء جلدته، يحاول جاهدا مد يد العون لهم وقد يكونون أصدقاء لاسيما في السفر الذي نجني منه الفوائد السبع، لكنه يكون مؤلما اذا تعرض فيه إلى ما يكدر صفو رحلته.تذكرت الرسائل الجليلة التي يخاطب بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ابناءه الطلاب المبتعثين في الخارج، دائما ما يؤكد عليهم بأنهم سفراء الوطن وعليهم تمثيل بلادهم خير تمثيل، وهي رسالة واضحة منه أيده الله، بأن الوطن غال والمواطنة تعني الانتماء في القول والفعل والعمل ومكانة المملكة مرموقة بين الدول ويجب على كل مواطن المحافظة عليها، كونها تعتز بدينها أولا وبعروبتها الأصيلة ثانيا، التي تأصلت في كل مواطن تربى على أرضها ونعم بخيرها.أجزم بأن هؤلاء النصابين في الخارج قلة، والخلل الحقيقي لا يكمن فيهم بل في المواطن السائح الذي يتعرض للخداع دون ان يشعر السفارة أو القنصلية التي اثق بأنها ستنصفه وستعيد له حقوقه المسلوبة دون وجه حق شرعي.مثل هؤلاء المستثمرين يرتبطون بشكل أو بآخر بممثليات المملكة في الخارج ويجب هنا إيقاف التسهيلات لهم بل ويفترض شطب أنشطتهم في حالة اتضح استمرارهم في النصب وخداع مواطن أو سائح من دولة أخرى لأنهم يعكسون صورا غير مشرفة عن بلادنا، هم لا يمثلون إلا أن