مؤتمر مدريد وعولمة الحوار
التاريخ
2008-07-07التاريخ الهجرى
14290704المؤلف
الخلاصة
يعتبر الحوار الوسيلة الحضارية الوحيدة لإزالة الخلاف، وسوء الفهم واللبس، وللوصول إلى الاتفاقيات والقرارات الحكيمة، ولتحقيق التعايش السلمي بين أتباع الأحزاب والمذاهب والأديان المختلفة. التعايش السلمي الذي يحمي الشعوب من شر النزاعات، وويلات الحروب، ويجعلها تعيش في الآخر المختلف - فكرياً أو مذهبياً أو عرقياً أو طائفياً أو دينياً - في سلام ووئام، كما يجعل كافة الشعوب تتجه نحو آفاق التنمية والتطور والبناء. وبمناسبة الحديث عن التعايش السلمي، لا بد من التذكير بمفهوم هذا التعايش، الذي يعني في نظر أحد الكتاب الغربيين: (الوجود المشترك لفئتين متناقضتين في محيط واحد). (فالتعايش السلمي، معناه: أن تعيش الفئتان جنباً إلى جنب من دون أن تعتدي إحداهما على الأخرى). ويرى الكاتب: أن التعايش السلمي مصطلح يصدق على الحكومات والأنظمة وليس على الشعوب، لماذا؟! لأن الشعوب - من وجهة نظر الكاتب - ليست فئاتٍ متناقضة متناحرة، فالشعوب بطبعها تتكون من أناسٍ يفكرون بكسب عيشهم، وإنشاء أطفالهم بسلام، وليس لهم ما يدعو إلى محاربة بعضهم بعضاً.. بينما الأنظمة التي وجدت على الكرة الأرضية، منذ نشوء المجتمع الإنساني على الأرض حتى اليوم، هي أنظمة تعايشت تعايشاً لا سلمياً، إذ إن الحكومات القائمة في العالم لها مصالح مختلفة، ويريد كل منها الاستيلاء على مصالح البلدان القريبة منها أو البعيدة عنها. ويرى الكاتب أن مفهوم التعايش السلمي إنما نشأ - بصورة بارزة - بعد الحرب العالمية الثانية بين النظامين الاشتراكي والرأس مالي. كما يرى أن التعايش السلمي يمكن أن يتحقق عن طريق توقيع اتفاقيات السلام بين الدول.. ولكن أثبت التاريخ، وأثبتت التجارب أن أي تعايش سلمي من هذا النوع هو تعايش مؤقت، ولا يدوم، إذ سرعان ما تنقضه الحكومات إذا تغيرت الظروف التي أدت - أصلاً - إلى توقيع الاتفاقيات والدخول فيها. وبناءً على ذلك.. فإن الشكل الحقيقي الثابت، والممكن للتعايش السلمي بين الحكومات والأنظمة هو أن يكون أحد الطرفين المتناقضين محباً للسلام، ويمتلك من القوة أكثر مما يمتلك الطرف الآخر، بحيث يصبح هذا الطرف الأضعف عاجزاً عن شن الحرب ضد الطرف المسالم الأقوى. ويشير الكاتب إلى (حركة السلام العالمية) التي تمكنت - بعد الحرب العالمية الثانية - من جمع تواقيع (600) مليون إنسان، للمطالبة بتحريم استخدام القنابل الذرية.. ولكنها لم تتمكن من تحقيق التعايش السلمي في العالم، وبالتالي لم تتمكن من منع قيام الحرب العالمية الثالثة التي بدأت - فعلياً - سنة 2001م، ولا نعلم متى ستنتهي..؟! بين عولمتين: إذا كانت العولمة الحديثة القادمة من الغرب تسعى لنشر وتكريس الثقافة وأنماط السلوك والعادات والتقاليد الغربية في العالم، وإلى فرضها على شعوب الكرة الأرضية ولو بالقوة العسكرية، وإلى إلغاء ثقافات تلك الشعوب وموروثاتها التاريخة.. وإذا كانت تلك العولمة تتخذ من الحرب والاستعمار والاحتلال العسكري، وسائل لفرضها على الآخر، وإذا كان من ضمن أهدافها تمزيق الشعوب وتفكيك لحمتها وتفريقها إلى طوائف متناحرة من أجل إضعاف تلك الشعوب، ولتسهيل تمرير أجندتها. فإن العولمة السعودية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تسعى إلى نشر قيم التسامح والتآخي والتعايش بين شعوب الأرض، وإلى ترسيخ مفاهيم الأمن والسلام والمحبة في أنحاء العالم، وإلى تكريس ثقافة حوار الحضارات بين أتباع الأديان والمذاهب والطوائف المختلفة، بدلاً من صراع الحضارات الذي تسوق له أطروحات الحضارة الغربية الوافدة. كما أن العولمة السعودية إسلامية المنشأ، مستمدة من قول الرب الرحيم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }، وتتخذ من الحوار الهادئ العاقل الرصين وسيلة لنشر مبادئها وتحقيق أهدافها. للقيادة العليا في هذه البلاد.
المصدر-الناشر
صحيفة البلادرقم التسجيلة
595906النوع
مقالرقم الاصدار - العدد
18850الموضوعات
التعددية الدينيةالحوار
حوار الأديان
المؤلف
حمد بن احمد العسعوستاريخ النشر
20080707الدول - الاماكن
اسبانياالسعودية
الرياض - السعودية
مدريد - اسبانيا