البطالة الناعمة

Abstract

الأرقام الضخمة للمتقدمات للفوز بوظائف تعليمية لدى بعض الجهات الحكومية التي أعلنت عن وجود وظائف شاغرة في الأسابيع الماضية تعكس الحجم المخيف للبطالة التي تعاني منها المرأة السعودية. أربعون ألف متقدمة يتنافسن على قرابة مئتي وظيفة في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للبنات في الرياض، وأكثر من ثلاثمئة ألف متقدمة يتنافسن على حوالي عشرة آلاف وظيفة تعليمية أعلنت عنها وزارة الخدمة المدنية في الصيف الماضي. وإذا أخذنا في الاعتبار أن هذه الأرقام مقصورة على من تنطبق عليهن الشروط والمؤهلات المطلوبة، فإن هذا يعني أن هناك أعداداً كثيرة من الباحثات عن عمل لو انطبقت عليهن شروط التقدم لهذه الوظائف لوصل الأمر إلى أرقام يصعب تخيلها. هذه الأعداد المتزاحمة للفوز بإحدى هذه الوظائف تحمل الكثير من المؤشرات السلبية وتدل على وجود بطالة نسائية تتجاوز كل التخيلات ولا بد أن يكون لها تأثيرات سلبية على المرأة والأسرة والمجتمع على حد سواء. هذا الكم الهائل من المتقدمات مهما حاولنا تفسيره بأنه بطالة طبيعية تحدث في كل المجتمعات أو مشابه لما يعانيه الرجال في نفس المجتمع، إلا أنه يصعب القبول بهذه المبررات حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن البطالة بين النساء تقترب من 25% وقد تثبت لنا هذه الأعداد المتزاحمة على هذه الوظائف رغم ضآلة الفرصة في الفوز بإحداها أن النسبة الحقيقية ربما تتجاوز هذا الرقم ببساطة. وبغض النظر عن الرقم الدقيق للبطالة بين النساء إلا أنها تصنّف مرتفعة جدا وتعكس خللا واضحا يعانيه المجتمع السعودي في هذا المجال ولعل هذا ما لمسه مجلس الوزراء وأكد عليه في إحدى جلساته الأسبوعية بالرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في أن رعاية خادم الحرمين ووضعه حجر الأساس لجامعة الأميرة نورة بنت عبدا لرحمن يؤكدان حرص الملك على حفظ حقوق المرأة وتعزيز دورها ومنع أي عنف قد تتعرض له والعمل على زيادة وعيها بحقوقها.الأسباب وراء هذه البطالة قد يكون البعض منها طبيعياً ويمكن تبريره بانتشار البطالة بين الرجال أيضا في نفس المجتمع إضافة إلى تحفظات شرعية لا تجيز للمرأة القبول بوظائف معينة. إلا أن هناك أسباباً كثيرة غير منطقية وتكاد تكون خاصة بالمجتمع السعودي الذي يفرض بعض القيود على ممارسة المرأة للعمل ويحصرها في مجال واحد فقط وهو مجال التعليم بحجة أنه المجال الوحيد الذي يناسب خصوصية مجتمعنا. تلك....