الملك عبدالله ووحدة الصف
التاريخ
2009-01-22التاريخ الهجرى
14300125المؤلف
الخلاصة
إذا أصيبت الأمة بكارثة من كوارث الزمان ووجد فيها من يتألم لتلك الكارثة ويهتز قلبه، فذلك دليل قوي على حيوية الأمة ورشدها ومقياس صحيح لرقيها وتقدمها ونهضتها وأن الخير فيها باق الى قيام الساعة. ويشهد كل من سمع خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - الذي ألقاه في افتتاح مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية «قمة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة» الذي عقد في الكويت، يشهد كل من سمع خطاب الملك وقرأه وتأمله أنه أمة تخاطب أمة؛ لما يحمله من مضامين إسلامية واضحة وفق منهاج الشريعة الإسلامية بكلمات موجزة مختصرة، ذات معان عميقة، ودلالات قوية. ألقاه الملك بعقل راجح وعزيمة قوية ونظر ثاقب للأحداث، ورأي مسدد، أظهرت كلمات الخطاب جوانب العظمة في حياة الملك، وغيرته الإسلامية لما يقع على المسلمين من الظلم والحيف. ألقاه الملك بقلب مفعم بالرحمة، ينطق بالحق لأهل غزة المنكوبين، بقلب كله رأي وبصيرة، وبصيرة كلها نور وإشراق. خطاب الملك كلمة حق للعالم، اقتضاه الدين وحقوق أخوة المسلمين، لقد قام بواجبه بين إخوانه وأشقائه رؤساء الدول العربية لبيان موقف المملكة وهو منهج الإسلام الذي يستوجب على المسلمين الوقوف مع إخوانهم في مأساة غزة المفجعة، وبرهن ان ما يطمح اليه هو عز الإسلام ونصر المسلمين ورفع الذل عنهم. ان الذي بلغ بخطاب الملك تلك المكانة الإسلامية أربعة أشياء: استعداد قوي، ونظر ثاقب بعيد، ونفس كبيرة، ورأي حاسم، في ظل المحن والشدائد المتتابعة، والنوازل المتتالية، وكلها تصب في نصرة دين الله، فمن كان كذلك نصره الله وأيده وأعانه، مصداقاً لقوله سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم). لا عجب لوفاء هذا الملك وهمته العالية في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها أمة الإسلام، إنها همة تسمو فوق الهمم، فقد وهبه الله قدرة على جمع هذا الشتات في وقت تقطعت فيه الصلات وتباعدت فيه العلاقات، لقد قال الملك المفدى كلمة الحق التي يجب ان تقال في مكانها وزمانها بأوجز عبارة وأبلغ بيان. أكد الملك - حفظه الله - في خطابه على أهمية اجتماع الكلمة، ووحدة الصف، وترك الاختلاف والتنازع، وهذا أصل من أصول الشريعة دل عليه الكتاب والسنة، حيث قال ربنا سبحانه: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، وقال جل ذكره: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم:- «من أراد منكم بحبحة الجنة فيلزم الجماعة»، اخرجه احمد والترمذي، وقال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - (عليكم بالجماعة فإنها حبل الله الذي امر به وان ما تكرهون في الجماعة والطاعة، خير مما تحبون في الفرقة). وما دعا اليه خادم الحرمين الشريفين - وفقه الله - هو استجابة لأمر الله الدال على أهمية الاجتماع وبيان فضله، وخاصة عند اشتداد الأزمات وحلول النوازل، في هذا الوقت الذي تمر فيه أمة الإسلام بمحن كثيرة، وظروف شديدة، ومخاطر محيطة، وبالاجتماع والاتفاق تتكامل القوى وبتماسك البنيان، ويثبت الأمن، وتستقر الحياة، وتنتظم الشؤون بين الناس، ويعيش الناس في حياة سعيدة، يعدون الله على بصيرة، ويتقربون اليه بضروب الأعمال الصالحة التي تقوي اجتماعهم، وتوحد صفهم، وتحميهم من خطر أعدائهم. ومن الحقائق الثابتة التي أشار اليها خادم الحرمين - حفظه الله - ان لهذا الدين أعداء يتربصون به الدوائر، وهؤلاء الأعداء لا يغيظهم شيء الا اذا رأوا المسلمين متآلفة قلوبهم، متحدة قوتهم، مجتمعة كلمتهم، ولا يسرهم شيء كسرورهم حين يرون المسلمين متفرقين مختلفين فيما بينهم، وحين يرون تفرق المسلمين، فإنهم يجدون الثغرات التي ينفذون منها الى مآربهم الشريرة التي يريدون تحقيقها، فالاجتماع رحمة ونعمة من الله على عباده، وكل فرد من المسلمين مسؤول عن تحقيقه بالإخلاص لله، والعمل فيما يرضيه والتعاون مع إخوانه المسلمين على البر والتقوى. خطاب الملك المفدى أقام الحجة بالدليل والبرهان، وتوج ذلك وأعلنه على الملأ بكل صراحة ووضوح باسم ابنائه في المملكة العربية السعودية بتبرع المملكة بمليار دولار مساهمة في البرنامج المقترح من القمة لإعادة إعمار غزة، فجزى الله خادم الحرمين عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وأمده بعونه وتوفيقه وجعله مباركاً في حياته ورفع ذكره في الدنيا والآخرة. وكيل جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية
الرابط
الملك عبدالله ووحدة الصفالمصدر-الناشر
صحيفة الرياضرقم التسجيلة
600823النوع
تقريررقم الاصدار - العدد
14822الموضوعات
التخطيط الاقتصاديالسعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربي
السعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المعونة الاقتصادية السعودية
المؤلف
عبدالله بن عبدالرحمن الشتريتاريخ النشر
20090122الدول - الاماكن
السعوديةالعالم العربي
الكويت
فلسطين
الرياض - السعودية
غزة - فلسطين