ثول ..طموحات الحاضر ورؤي المستقبل

Abstract

ثول.. طموحات الحاضر ورؤى المستقبل علي بوخمسين الملك الطموح والمفعم برؤى المستقبل يرسي تقليداً جديداً تأسيسياً، افتتاحياً، وتحولياً، لأن الجامعة الوليدة تملك نفسها وستخطو عندما تبصر النور دون عكازين إن اكتساب المقدرات الإنتاجية وتنمية الاقتصاد والمجتمع ينبغي أن يترافق مع تطوير امكانيات ومرافق إنتاج المعرفة واكتساب المهارات البحثية، بل إن الأمر قد يصبح أكثر أهمية عندما نتذكر أن الأفكار والتصميمات تسبق التحرك وترسم مساراته ومعالمه، وإذا كانت البلاد تصبو إلى حضور هذا العالم فإن عليها فعلاً أن تتحقق من جدوى أنظمتها التعليمية وصواب نظرياتها في الإعداد والتأهيل، فبقدر ما يتعمق الإدراك بالضرورة القصوى لذلك، يصبح تجاوز الحتميات الطبيعية والتاريخية ممكناً، ويتأكد التواجد الحضاري بما يتجاوز المكان والزمان، وبذا يصبح على الطموحات الوطنية أن تتجه بالأهداف التعليمية كأداة لسياسات التنمية والترقي بوصفها هدفين حاسمين لسلامة البلاد وصيانة قيمها الروحية والإنسانية، عبر رؤية شديدة التمعن لمعطيات المرحلة التي تجتازها أسواق الطاقة التي يتوقف مستقبلنا بدرجة كبيرة على نجاعة استثمارنا لمواردها، وهي رؤية ستتجه حتماً صوب حقل الاستثمار الأعظم في مجال التنمية البشرية والارتقاء بمقدرات الإنسان، لتوطين الثروة وتذليل الصعوبات الإنمائية والبيئية. لقد ظلت الصعوبات التي واجهت محاولات تطوير الاقتصاد وتحسين مستويات المعيشة عبر إنتاجية وطنية متصاعدة، متمثلة في نقص الخبرات إلى جوانب عوامل أخرى، وهي عوامل لم يكن من السهل التغلب عليها دون خوض مواجهات على رأسها توفير الاستثمارات الجسيمة وتخصيصها للتوسع في العملية التعليمية وتطوير أساسياتها، في غمرة حاجات ملحة تتعلق بتأمين مطالب لا تقبل التأجيل في السنوات التي أعقبت تدفق البترول، ومن ثم خلال المرحلة التي تلتها والتي شهدت إشادة البنية التحتية لاستيعاب التحديث وسط شروط تميزت بضحالة الخبرة في أحيان كثيرة، وفي أحد الجوانب فإن الصعوبة كانت مركبة في مواجهة إرث مترسخ من تقاليد العيش في بيئة قاحلة وغير حاضنة للجهد أو الابتكار، بيد أن هذا الإرث ورغم كثافته وتجذره لم يمثل قط حقيقة من حقائق الطبيعة الأزلية، ولكنه كان ومازال عائقاً ثقيلاً ألقى بظلاله على مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولهذه الأسباب الموضوعية وأخرى تتعلق بتصورات التطوير والإدارة، لم يكن التعليم....