زمن الانتخابات
Date
2009-06-15xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14300622Author
Abstract
حمد الباهلي زمن الانتخابات حمد الباهلي في الأسبوع الماضي، وأثناء تأديتي رياضة المشي حول مضمار ما يسمى “شارع الحوامل“ لاحظت وجود لوحة كبيرة تتصدرها صورة للأمير سلمان بن عبد العزيز وجزء من مقطع مما يبدو أنه مأخوذ من محاضرة ألقاها في مناسبة ما. يقول الأمير سلمان في تلك المناسبة بما معناه أن مشاركة الناس بالشؤون العامة وحرص المسئولين على تفعيل هذا الاهتمام عبر إشراكهم في مجالس بلدية منتخبة. لقد قال الأمير سلمان ذلك قبل حوالي خمسة عقود، وبالضبط قبل 47 عاما. ظلت هذه الرغبة لدى إدارة الدولة والتوق لدى الناس في المشاركة في الشأن العام محبوسة في الأدراج والضمائر كل هذه المدة، ثم ومباشرة بعد تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله لزمام الأمور في عام 2005 جرت أول انتخابات بلدية معاصرة وتكونت المجالس البلدية بعد تجربة رائعة المظهر وحضارية السلوك بالرغم من أنها كانت انتخابات جزئية. استبشر الناس بتجسد رغبات الملك في الإصلاح واعتدوا بأنهم أصبحوا ولو جزئيا مثل الآخرين يصوتون ويفوزون أو يخسرون. كان الناخبون والمرشحون أيامها يجرون اللقاءات تلو اللقاءات مع مراسلي الإعلام الداخلي والخارجي، ووصل البعض إلى وصف ما يجري بأنه عرس ديمقراطي. صحيح أن النتائج جاءت مفاجئة حيث سيطر لون واحد على هذه الانتخابات ممن كانوا يدينونها كشكل من أشكال الديمقراطية الغربية التي تجب مقاطعتها. كان الجميع وعلى مشارف نهاية الفترة الزمنية للمجالس يطمحون الى أن تصحح العملية الانتخابية نفسها على مستوى التنظيم والتوجهات والاستحقاقات، إلا أن خبر تمديد هذه المجالس بذريعة الدراسة والتقييم قد أثار موجة من الإحباط واليأس لدى قطاع واسع من الناس. والغريب في الأمر أن مشاعر الإحباط واليأس تأتي ونحن نعيش كغيرنا من بلدان المنطقة والعالم ما يشبه تسونامي انتخابات. ما إن هدأت أحداث انتخابات الكويت وما رافقها من مخاوف على الديمقراطية حتى وجد الناس في نتائجها خيبة أمل في سوء ظنهم في الديمقراطية. لقد صححت الديمقراطية الكويتية نفسها وبددت شكوك الكثيرين وأوصلت أربع نساء لا ينتمين إلى الإسلام السياسي لمجلس الأمة. وفي لبنان كانت نتائج الانتخابات هي الأخرى لمصلحة الديمقراطية والسلم الأهلي. وفي إيران وصلت نسبة المشاركة في الانتخابات إلى أكثر من 75بالمائة. وحدث نفس الشيء في الهند حيث فاجأت أكبر ديمقراطية في العالم جميع المراقبين وأوصلت إلى البرلمان أكثرية غير متطرفة، كان أول بشائرها انتخاب رئيسة للبرلمان من طائفة المنبوذين. وإذا أضفنا إلى كل ذلك تلك الحمى التي اجتاحت العالم أثناء وإثر فوز الرئيس أوباما في الولايات المتحدة بكل ما يحمله هذا الفوز من انعكاسات جديدة ليس فقط على مستوى الولايات المتحدة بل على مستوى العالم بأسره، يكون من المشروع لدى الناس الذين شخصت أبصارهم وبصائرهم إلى ما يعرض ويقال في الإعلام المحلي أن يتساءلوا عن معنى هذه المعارك المتكررة على الشاشات ليل نهار، إذا لم يكونوا معنيين بها. لقد وصل البعض إلى التشكيك في أن تلك الآلات الإعلامية وبخاصة المحلية لا تريد سوى تشويش أفكار الناس. لقد وصل الناس إلى تجاوز السؤال التقليدي والقائل : هل الديمقراطية صالحة أم غير صالحة ؟ واستنتجوا من خلال ما يدور على الشاشات وعلى صفحات الإعلام المكتوب والمسموع بأن الديمقراطية هي مطلب لكل الشعوب، وإذا كان الأمر غير ذلك فلماذا لا تبين الآلة الإعلامية مساوئ هذه التجارب الديمقراطية التي تحاصرنا وتتغلغل أكثر فأكثر في أوساط الرأي العام؟ لدينا ما لدى الشعوب الأخرى وتحديدا شعوب المنطقة من اهتمام قد يفوق الآخرين في بعض المجالات ومع ذلك لا يستطيع البعض التفكير في أنه أدنى مرتبة .. فهل نحن كذلك؟ albahli6@hotmail.com
Link
زمن الانتخاباتPublisher
صحيفة اليومVideo Number
603298Video subtype
مقالxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
13149Personals
الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعودالملك سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود