الشورى بين القضايا الوطنية .. والمطالب الفردية

Abstract

الشورى بين القضايا الوطنية .. والمطالب الفردية علي الشدي - 25/03/1428هـ alshiddi@taic.com يوم السبت القادم يفتتح الملك عبد الله بن عبد العزيز، أعمال مجلس الشورى في دورته الرابعة .. والمؤمل أن يعطى لهذا المجلس الممثل للمواطن المزيد من الصلاحيات التي من أهمها مناقشة موازنة الدولة قبل إقرارها. ومنذ أيام كان هناك لقاء تلفزيوني مع رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن حميد .. وقد لاحظت من خلال الأسئلة التي طرحها المتصلون على البرنامج عدم وضوح مهام المجلس لدى عامة الناس .. مما يستدعي جهداً أكبر في التعريف بالمجلس واختصاصاته ومهامه .. وتجلى عدم الوضوح الذي أشرت إليه في أن معظم إن لم أقل جميع المتصلين .. كانوا يطرحون قضايا فردية ومطالبات خاصة بهم. بينما التي تمس المجتمع بصورة عامة .. أو ما يطلق عليه القضايا الوطنية لم يتطرق إليها إلا مقدم البرنامج. وبطبيعة الحال فإن مجتمعنا يعيش فترة تحولات كثيرة ويواجه الكثير من القضايا الاجتماعية والأمنية والاقتصادية التي تتطلب تعمقاً في بحثها واقتراح الحلول لها .. ومجلس الشورى بوجود هذا العدد من المتخصصين في مختلف المجالات هو المؤهل لدراسة مختلف القضايا والظواهر التي لم نعهدها في مجتمعنا، ولكن تلك الدراسة لن تتم من خلال جلسة أو جلسات تطرح فيها الآراء بشكل تلقائي ومختصر من قبل لجنة ليس لدى أعضائها الوقت الكافي للتعمق وإجراء مسح شامل والاستماع إلى وجهات نظر من مستهم المشكلة مباشرة ولن يتحقق ذلك إلا بتقوية إدارة البحوث والدراسات في المجلس وجعلها تمتد إلى المجتمع مستعينة بطلبة وطالبات الجامعات لإجراء المسح الميداني واستطلاعات الرأي حول مختلف القضايا والمشكلات والظواهر سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية قبل طرحها على المجلس. وما دمنا نتحدث عبر منبر اقتصادي .. فإن صندوق مساعدة صغار ضحايا سوق الأسهم الذي كتبت عنه أكثر من مرة يصلح أن يكون حالة بحث .. فالموضوع يمس شريحة لا يستهان بها من المجتمع .. وقد تضررت تلك الفئة إلى حد أن أحدهم كتب لي الرسالة التالية (نحن على شفا حفرة من الانهيار النفسي والاجتماعي والاقتصادي بسبب تلك الديون) ولديّ من الرسائل المزيد إن كانت الجهة المختصة في المجلس ستبحث هذا الموضوع .. كما أن موضوع المساهمات العقارية المتعثرة التي خلقت أيضا وضعا مأساويا يستحق البحث. ويضاف إلى ذلك الشيكات دون رصيد .. أما في المجال الاجتماعي فهناك ظاهرة الطلاق والعنف الأسري والعنوسة والمخدرات وغيرها من المشكلات التي تهدد الأمن الاجتماعي لهذا المجتمع. وأخيراً: مجلس الشورى نعلق عليه الكثير من الآمال ونأمل أن يمنح المزيد من المهام والصلاحيات وأن يتفاعل المجلس نفسه مع الثقة الممنوحة له سواء من قبل القيادة أو من المواطن الواعي الذي لا يتحدث عن مشكلته الشخصية وإنما عن قضايا مجتمعه بشكل عام. التنافس السليم بين مدن القصيم كان من المفروض لولا ظروف خاصة أن أكون اليوم في القصيم للاستماع إلى محاضرة للزميل خالد المالك في مدينة المذنب .. وقبلها كان افتتاح مهرجان عنيزة الأول للثقافة والتراث .. وهذا التنافس السليم بين مدن القصيم .. حل محل التنافس السلبي بين بعض مدن هذه المنطقة العزيزة على قلوبنا جميعا والذي كان سائدا في الماضي وحرم تلك المدن من مشروعات كثيرة حالت الشحناء بينها دون توطينها في أي منها .. وما زلت أذكر في ذلك الزمن الماضي أن مشرفا على رحلة لمجموعة من الصحافيين إلى بريدة حاول تعطيل وتأخير زيارتهم إلى عنيزة ولكنهم في غفلة منه قاموا بالزيارة فغضب عليهم .. واليوم وقد اختفت هذه السلبية ولله الحمد فإن أكثر من يلح علينا لزيارة بريدة هو الزميل حمد القاضي وبالطبع لا ينسى التغني في عنيزة التي لا تباع بالرخيص