متى يتم تفعيل المجالس البلدية كقناة من قنوات الحوار؟!

Abstract

متى يتم تفعيل المجالس البلدية كقناة من قنوات الحوار؟!عدنان كامل صلاحموضوع الأسبوع الماضي بعنوان (جدة ما بين المهندسين زكي فارسي وعادل فقيه) أثار بعض الملاحظات؛ لذا أودُّ التوضيح بأن ما استهدفه المقال لم يكن التقليل من شأن أيٍّ من الأمناء السابقين لمدينة جدة.. فكل منهم ساهم بدور ما، أكان قليلاً أم كثيرًا، وواصل مَن أتى بعده المسيرة.. وقد يكون البعض لم يتوفر له الوقت الكافي لتنفيذ ما يراه صائبًا مثل المهندس عبدالله المعلمي الذي يعترف له عاملون في الأمانه، وكثيرون من أهالي جدة الذين تعاملوا معه بالإخلاص والكفاءة، إلاَّ أن النتيجة التي تعيشها مدينة جدة لم تصل إلى ما يمكن أن يحقق الرضا والقبول لدى أهالي المدينة. الغائب البارز عن التعليق أو الرد كان أمانة مدينة جدة نفسها، وكما يبدو فإنها غير عابئة بأن تتّهم أو توضيح ما يكون قد التبس على مَن كتب، وربما يشعر المسؤولون فيها بأن التوضيح الذي سيقدمونه سيتطلب جهدًا لا يقدرون عليه، أو يكونون مقتنعين بعجزهم عن أن يشرحوا ما (التبس) على الآخرين.. وممّا لا شك فيه أن هناك إجابات على بعض ما أوردته في مقال الأسبوع الماضي جرى عرضه في السابق، ولن يكون من المعيب على أمانة مدينة جدة تكرار التوضيح إن كان قد جرى مثل هذا التوضيح. وهناك مَن يطالب بأن علينا أن ننظر إلى النصف الملآن من الكأس وليس العكس، أي إلى الإنجازات، وهذا صحيح، إلاَّ أن تجاهل العجز القائم في الخدمات غير محمود، بل لا بد من التذكير به، مع الاعتراف دومًا بما أنجز.. وفي حال مدينة جدة من الصعب معرفة المعيار الذي يعتبر كأسًا ملآنَ، أو إنجازات مرضية، حتى يكون بالإمكان الحديث عن نصف كأس ملآن.. وأشرت في مقالي السابق إلى مدينة الرياض، فهي تقدم خدمات مرضية لأهالي العاصمة، ويتعامل العاملون فيها مع المراجعين بشكل يريح الجميع، ويحقق نتائج لصالح الأمانة وأهلها.. فهل يمكن أن تصبح هي المعيار في حسن أداء أمانة مدينة جدة، خدمات وعاملين؟! ومثل كثير من مؤسساتنا فإن الأمانة بحاجة إلى جهاز رقابة مستقل، يسعى إلى تقييم وتوجيه أداء الأمانة.. وكان يمكن أن يكون المجلس البلدي هو الجهاز الرقابي المطلوب، كما هو الحال في كثير من بلاد العالم، إلاَّ أن الصلاحيات المحدودة المتوفرة لهذا المجلس جعلت منه ديكورًا لا لزوم له.. ولذا فإنه لا بد من أن تجرى مراجعة وضع المجلس البلدي وغيره من المجالس المشابهة، ومنحها....