الهدر في الكوادر البشرية

Abstract

إن جهود المملكة في نشر التعليم العالي لا تخفى على أحد وهي ممتدة منذ زمن وحتى الآن وآخرها الدعم الكبير الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله ورعاه - للتعليم العالي وذلك من خلال افتتاح العديد من الجامعات الجديدة التي كلَّفت الدولة مبالغ طائلة وكل هذه الجهود هي من أجل إعداد المواطن السعودي وتسليحه بالعلم والمعرفة ليتمكّن من خدمة دينه ووطنه في مجال تخصصه. ولكن بعد هذا المشوار الطويل والإمكانات المكلّفة لإعداد هذا المواطن نجد أن بعض المؤسسات الحكومية والوزارات التي هي في أمس الحاجة لخدمات هذا المواطن نجدها تعفيه من عمله الرئيسي وتكلِّفه بأعمال إدارية بعيدة كل البعد عن تخصصه ونجد هذا موجوداً في وزارة الصحة لأننا لو دقَّقنا النظر لوجدنا أطباء وفنيين يعملون في وظائف إدارية والوزارة تعاني من النقص الشديد في الأطباء والممرضين والفنيين بشتى التخصصات الطبية فأعتقد بأن وزارة الصحة مطالبة بإعادة النظر في تكليف الأطباء والممرضين بأعمال إدارية بينما تعاني المستشفيات والمراكز الصحية من النقص الكبير في الكوادر البشرية، وهذا ليس عيباً، أي أن وجود الخطأ ليس عيباً ولكن العيب الاستمرار فيه، وهذا كله ليس موجوداً في وزارة لصحة فقط، بل هذا ممتد لأكثر من دائرة وجهة حكومية فلهذا نتمنى من المسؤولين في وزارة الصحة وعلى رأسهم معالي وزير الصحة الدكتور. حمد بن عبد الله المانع وفَّقه الله أن يعيد كل طبيب وفني إلى عمله الأصلي الذي تعلَّمه وتدرَّب سنوات طوالاً وكلَّف الدولة مبالغ طائلة ليتعلَّم هذه المهنة وذلك ليخدم بلاده وفي نهاية المشوار تعيِّنه وزارة الصحة كإداري والمتخصصون في الإدارة لا يجدون وظائف؟! فهذه قمة التناقص والهدر في الكوادر البشرية، وأنا هنا أتحدث عن وزارة الصحة ليس لأنها هي الوحيدة التي تكلِّف موظفيها في غير مجالاتهم، بل إن هناك جهات أخرى يوجد بها مثل هذا ولكنني تحدثت عن وزارة الصحة كنموذج لما يحصل في باقي الدوائر الحكومية. وفَّق الله الجميع لما يحب ويرضى. متعب بن بدر الحبردي muteb11@gawab.com