الكلمة بطروحاتها الملكية !

Abstract

لن أكتب هنا عن الملك شيئا جديدا، فالجديد هو أن يشرق علينا يوم جديد .. فنرى مليكنا بخير وصحة، ناهيك عن سماعنا واستماعنا بحرص إلى كلماته تأتي بالرأي السديد. والجديد هو في أن الكلمة التي ألقاها الملك عبدالله بن عبدالعزيز مشافهة إلى أعضاء مجلس الشورى لم تكن تخص أعضاء الشورى، فقد كانت كلمة لنا وإلينا وبنا ولبلادنا، ومن خلف أظهرنا أبنائنا أيضا وهي تخصنا جميعا.. مواطنين ومسؤولين وحملة أقلام في الصحافة .. وما بين هذا وذاك فهي شاملة ناقدة من غير اتهام يمس جهة أو أحدا بعينه، وبالقدر نفسه فهي تعني القريب بغير إطراء له وتتناول البعيد من غير تكلف في السعي إليه. وكذلك هي الحكمة بشفافية الإطلالة الملكية تأتي بصدق أبوي وتتجلى اتضاحا بوهج الشمس..!! هنا دعني أكتب إليك بشفافية ما هو يخصني من هذه الكلمة بوصفي صاحب قلم من غير انتزاع حقوق الإنابة عن آخرين كتابا وشورى، فهذا رجل يتحدث من القلب إلى القلب .. وما يخرج من القلب يصل هكذا سريعا إلى القلب بتوافر الشفافية إليه، ولكل مواطن نصيب من هذه الكلمة، وبنفس هذه الحكمة في التوجيه والتبيان يأتي البيان برسمه الملكي مؤثرا في ما يتصل بخيانة الكلمة. وإنني أشكر الملك على ما جاء من بعد وأبعاد بطي كلمته، لأننا جميعا نتعلم وشخصيا أتعلم منه متتلمذا بما جاء منه وإلينا جميعا هكذا يتضح أن خيانة الكلمة ترتبط بالجوارح والبهتان والمساومة الرخيصة، وما كان هذا شأنه وأمره في الدنيا، فلهو أكبر عند الله مقتا يوم يقوم الناس ليوم الحساب.. وللواقع أكتب إليكم هنا بصدد شرح بيان كلمة الملك تعليقا عليها بتناولات الحكمة، فالكلمة هي فعل القول، وفي كتاب الله تحديدا في نهاية «الأحزاب» أنزل الله قرآنا فيه تبيان لفعل القول السديد، فهو يأتي بأهميته بعد فعل التقوى .. ولكأن فعل القول السديد في حد ذاته صار من أعمال التقوى. هالله.. هالله هذه هي الحكمة قولا وإشارة، ولا عدمناك ملكا يتكلم بالحكمة .. فالرأي السديد مقرونا بفعل القول الصحيح يأتي مباشرة بعد فعل التقوى، وهذه هي كلمة الله .. أولا وأخيرا .. وما بعد هذا وذاك لا يأتي سوى جواب الفعل المذكور بنص الإشارة إليه فيما هو مدرج في مكانه....