انطباعات علي هامش جولات خادم الحرمين الشريفين زيارات المليك للمناطق .. ترجمة لأهم نظريات الاتصال والتواصل بين القادة والشعوب

Abstract

يجب ان اعترف بادئ ذي بدء، انني قد لا اوفي هذا الموضوع حقه، لعدم التخصص من ناحية، حيث ان هذا الموضوع يحتاج الى متخصصين في العلوم السياسية وانا بعيد عن ذلك، ومن ناحية اخرى فان هذا الموضوع يحتاج الى كتاب او اكثر، فكيف اوفيه حقه في مقالة لابد ان تكون مختصرة بقدر ما يسمح به تبويب الجريدة، ومع ذلك فما لايدرك كله لا يترك جله، كما يقال. ومنا هنا .. وبحكم اطلاعي المحدود على بعض ما جاء في علم الادارة، الذي لا يبعد كثيرا في بعض النواحي عن علم السياسة، وبمتابعتي للزيارات الملكية الميمونة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز « حفظه الله « في الاسبوع الماضي للمناطق الشمالية من المملكة (الحدود الشمالية والجوف وتبوك). وبمراجعة ما تم وقيل في هذه الزيارات، وما سبقها من زيارات المليك لمناطق المملكة المختلفة منذ توليه، « حفظه الله» زمام الحكم. استراتيجية واضحة فقد وجدت ان في هذه الزيارات الميمونة استراتيجية واضحة المعالم وسياسة للتواصل على اكثر من صعيد، هي بمثابة ترجمة عملية لكثير من نظريات الاتصال والتواصل التي تزخر بها كتب الادارة ومثلها كتب العلوم السياسية. في ضوء ذلك وجدتني اندفع، آخذا القلم، وقد وضعته في الدرج لفترة طويلة، لأسطر بعض ما يجيش في النفس حول تلك السياسة وذلك التواصل، ليس فقط لتبيان اعجابي بما رأيت وسمعت او لتوضيح ما استطيع توضيحه وابين ما يمكن تبيانه في حق مليكنا المحبوب، ولكن ايضا لأحاول استخلاص العبر والدروس لما فيها من فائدة لحاضرنا ومستقبلنا في هذا البلد العزيز، المملكة العربية السعودية.لقد كان باستطاعة خادم الحرمين الشريفين وهو يسير امور الدولة، ان يجلس في قصره العامر يصدر ما يلزم من قرارات واوامر ومراسيم حسب ما يتطلبه الوضع مثل اي حاكم يرعى بلدا باتساع المملكة العربية السعودية. وكان بامكان خادم الحرمين الشريفين ان يكتفي بالالتقاء بالمسئولين في الدولة من امراء ووزراء ومسئولين ليستمع منهم عما يودون عرضه عليه حفظه الله عن شئون البلاد والعباد ليصدر ما يراه مناسبا تجاه ما يتم عرضه. وكان بامكان خادم الحرمين الشريفين ان يكتفي بلقاءاته التي تكاد تكون يومية بالمواطنين الذين يؤمون الديوان الملكي يعرضون عليه « حفظه الله « همومهم ومطالبهم فيعمل على تحقيق مطالبهم ويخفف من آلامهم وهمومهم. وكان بامكان خادم الحرمين الشريفين ان يكتفي بخطاب واحد في....