منبر الحرمين ونهضة الوطن

Abstract

منبر الحرمين ونهضة الوطن عبدالله فراج الشريفلا يسر مواطناً مؤمناً بدينه، عالماً بسماحته ويسره، ان يشكك أحد في عمل عظيم لنفع الأمة والنهوض بها في عصر لا أمان فيه إلا لمن تسلح بأنواع العلوم التقنية، التي تخدم الحياة وتبني رقيها، عن طريق مثل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، التي دعا الى انشائها حرص خادم الحرمين الشريفين على الدين والدنيا، ولما سمعنا ان هناك من لا يحسن الظن بالعمل الكبير ويشكك في نوايا القائمين به، اشتعلنا حماساً للدفاع عن حلم قائد وامة، ودعونا من عبثت بعقله الشكوك ان يعلم ان مثل هذا المشروع لا يكون الا بعد دراسات معمقة، ولا يمكن ان يوضع الا في ايد امينة تقوم عليه وتحرسه من اي انحراف، ونادينا اخواننا ان يعرضوا عن مناهضة كل مشروع مصلحته للوطن ظاهرة، او التشكيك في نفعه للامة، وددنا لو سمعنا من فوق خير المنابر، منبري الحرمين الشريفين ما يؤيد دعوتنا، بعد ان سمعنا من فوق بعض منابر مساجدنا حديث خوض في ما لا نفع فيه للوطن والامة، او كما قال امام الحرم المكي الشريف الدكتور عبدالرحمن السديس: الخوض في ما لم يتبين بوضوح امره والاسترسال وراء الشائعات، وما اكثرها في زماننا، فكان ان سمعنا منه ذلك في خطبة الجمعة 20/10/1430هـ، والتي خاطب في مجملها العقول والقلوب محذراً من التشكيك في مشروع الجامعة، موضحاً انها رائدة في اهدافها، سامية في مقاصدها، نبيلة في غاياتها، مجلياً مهمتها العظيمة في كونها الصرح العلمي الشامخ والمعقل المعرفي العملاق، والتي اريد لها ان تكون مصدر اشعاع حضاري، ومنارة سامقة في سماء العلم والمعرفة، وان كل محب للعلوم والمعارف يجب ان يبارك هذه النقلة النوعية الكبرى، والوثبة الحضارية العظمى، التي ستيعد للامة باذن الله مجدها وحضارتها، وبهذا الفهم الرائع لدور الجامعة، التي تقف بنا اليوم على مشارف عصر تأخذ فيه بلادنا مكانتها العلمية اللائقة بها بين بلدان العالم، تتواصل عن طريقها مع مراكزه العلمية الكبرى والناشطة، والتي يعرف الجميع اثرها الحميد في حضارة العصر، بما استطاعت ان تلاحق به التطورات المتلاحقة، والمتغيرات المتسارعة، وتحل به المشكلات الطارئة، لانها تمتلك التقنية الحديثة، اننا بهذا المشروع نطل على مخزون العالم العلمي المؤثر، ونشاركه جهوده من اجل تطوير الحياة، وتحديث اساليبها، وان كان العلم الشرعي النافع ضرورياً للمسلم الذين يريد ان يجتاز هذه الحياة....