الحرب على الفساد.. مشروع وطني

Abstract

الحرب على الفساد.. مشروع وطني محمد المختار الفال الأمر الملكي بمعالجة نتائج كارثة جدة يتجاوز التفاعل مع الحدث – رغم ارتباط السبب - ليرسم ملامح مشروع وطني لمحاربة الفساد يقوده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويدعو كل الشرفاء والقادرين للمساهمة في التصدي لهذا الوباء الذي ينخر في جسد الوطن ويهدر طاقاته ويميع ثمراته المبذولة لتوفير ما يستحقه المواطن من خدمات. وملامح المشروع الوطني في خطوطه العريضة وضعها الأمر الملكي الكريم من خلال لغته الشفافة الحارة المتعاطفة مع المواطن والمقيم لتؤكد أن الإنسان وكرامته وحقوقه والنهوض بواجباته هي حجر الزاوية في أي تنمية رائدة ومطلب كل جهاز إداري يستشعر الواجب ويسعى لأداء الأمانة الموكلة إليه.. فلغة الأمر الملكي المتألمة للفاجعة ترفض التبريرات الخادعة وتسمي الأشياء بأسمائها دون مواربة أو تعمية فمثل هذه الأمطار بمعدلاتها هذه تسقط بشكل شبه يومي على العديد من الدول المتقدمة وغيرها، ومنها ما هو أقل من المملكة في الإمكانات والقدرات.. وتسمية الأشياء بأسمائها يعني تحديد المسؤوليات في إطار الأمانة التي تسند إلى المسؤول في نطاق صلاحياته، ويقتضي تحملها معرفتها ورسم حدودها حتى لا يظلم البريء ولا يبرأ الظالم.. لهذا طالب الأمر الملكي بتحديد المسؤولية والمسؤولين عن هذه الكارثة غير المسبوقة ومحاسبة كل مقصر أو متهاون بشجاعة تفتح المجال أمام الإفصاح عن الحقائق التي تكشف الواقع ولا تسيء لأحد.وكارثة جدة كانت ضربة مؤلمة أيقظت الكثير على واقع الفساد وما يسببه من مخاطر على الإنسان والممتلكات وسمعة الوطن وسيكون من إهدار الفرص أن تحصر دروسها والعبر المستفادة منها على محافظة جدة، فالفساد له جذوره التي تروي شجرته الفرعاء وامتداداته المتشعبة في شرايين الحياة وثقافته التي تبدل المفاهيم وتزين القبيح وتنقل العيب من خانة ما يستحي الإنسان السوي منه إلى معاني يفتخر بها مثل: الشطارة والفهلوة ومعرفة طبيعة العصر والتعامل بلغته وأساليبه حتى أصبحت هذه الثقافة هي السائدة والخروج عنها يعتبر تحجرا وانغلاقا وحنبلة تضيع المصالح وتحرم الإنسان الاستفادة من رزق ساقه الله إليه... والذي حدث في جدة – إذا استثنينا العنصر الكارثي الطبيعي يشير إلى وجود خلل عميق في مرافقنا المسؤولة عن خدمة الناس زاد....