إنه عصر أبو متعب

Abstract

إنه عصر «أبو متعب» بكل امتياز.. أليس هو القائل «ويهمنا كثيراً في الوقت ذاته أن يتفاعل الإنسان السعودي مع هذا النمو ويكونوا هم صُنّاعه وجنوده ورجاله، فالنمو العمراني والاقتصادي يصبح سراباً ما لم يوازه نمو بشري وإنساني وفكري» جاء ذلك في الحديث الذي أدلى به الملك عبدالله بن عبدالعزيز لجريدة «السياسة» الكويتية ونشرته في الأول من يوليو 2008م وبالفعل عُرف عنه بأنه إذا قال فعل بل وفي كثير من الأحيان يفاجئ المراقبين بقرارات مصيرية تصب في صالح الناس دون توقع منهم لأن الملك الإنسان وحسب تقديري لا ينتظر من أحد أن يدله على مكمن العلة بل يستشفها هو ويكتشفها في كثير من الأحيان بنفسه ويبادر إلى طرح رؤاه على المستشارين وأصحاب الاختصاص فإذا وجد منهم التأييد انطلق غير آبه بالمعوقات فهو قادر على تذليلها ما دامت تصب كلها في صالح الوطن والمواطن ومثل ما يُقال لم تُبن روما في يوم واحد فالملك الفارس يأخذ الأمور بتؤدة وصبر وبصيرة نافذة ولعل في حكاية التمديد للوزارة السابقة خير دليل حتى ظن البعض أن لا تغيير يلوح في الأفق وأن القائد لديه رؤية أو هموم قد لا تسمح بالتغيير ولكن كانت للملك حساباته الدقيقة التي قد تخفى على كثير من المحللين إنما يتفق الجميع على كاريزما باذخة الحضور في الوقت والمكان المناسبين. قلت في مقال (حان وقت حرق المراحل) الذي نُشر يوم السبت الماضي 14 فبراير 2008 بأننا اليوم.. والفرص ما زالت متاحة للركض نحو غد أكثر بهاءً ورخاءً وتقدماً وبعد أن عركتنا التجارب هل نمشي مشي السلحفاة أم لا بد من حرق المراحل؟؟ الزمن لن ينتظر والأمم تتسابق على أرباع فرصة ونحن هنا لدينا الفرص جاهزة كاملة الدسم فأين الخلل؟ لم يخب ظني لقد أتى الجواب قبل أن يجف حبر المقال إذ أصدر القائد التاريخي أوامره التي ما زال دويها يرن في آذان الغافين والفاسدين والكسالى..! حسناً ثم ماذا؟؟ أقول بأن البشائر كلها خير ومن تم تعيينهم مؤخراً في الوزارات والمصالح الحكومية الأخرى جلهم من جيل الشباب مما يعني البناء للمستقبل لهذا ونحن ندلف إلى حقبة تنموية جديدة يجب علينا تناسي أساليب الأداء التقليدية القديمة والتفكير بأساليب تتماشى مع روح العصر حتى يمكن القول إننا بالفعل نواكب تطلعات قائدنا الملهم عبدالله بن عبدالعزيز.