للعرب قضية.. عليهم توليها

Abstract

للعرب قضية.. عليهم توليها عدنان كامل صلاح الأسباب التي تدفع المراقبين السياسيين للقول إن العرب لن يتفقوا فيما يتعلق بتوحيد جهودهم لإنقاذ الشعب الفلسطيني من معاناته، هي أسباب وجيهة.. حيث إن معظم صانعي القرار في العالم العربي عاجزون عن التفكير الاستراتيجي السليم أكان على المدى القصير أو البعيد، ولا يتعدى تفكيرهم السعي للمحافظة على الأوضاع كما هي متجاهلين أن ما يحدث حولهم يمكن أن يدمر كل أوهامهم بالأمان فى لحظة تاريخية ما.. وكانت شجاعة وحكمة العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز سباقة في الإحساس بخطر المخططات الإسرائيلية القصيرة والبعيدة المدى والتي تسعى إلى إبقاء الانقسام العربي حول القضية الفلسطينية، وأصر بشجاعة القائد التاريخي على جمع القادة العرب حول مبادرة سلام في قمتهم التي انعقدت في بيروت عام 2002م .. وبالرغم عن رفض إسرائيل للمبادره فإن التأييد الدولي لها يجعلها الحل الوحيد في الوقت الحاضر للمأساة التي يعيشها الفلسطينيون والعرب على حد سواء.. وهذا الموقف الإسرائيلي الرافض لمبادرة السلام العربية تحول إلى أداة لدى البعض للمناداة إلى التخلي عنها .. إلا أنه على الذين يرغبون في ذلك أن يجدوا بديلاً يمكنه أن يوحد الموقف العربي ويؤدي إلى تحقيق الحل المطلوب، وهم عاجزون عن ذلك حتى الآن.ومن الضروري للعرب أن ينقلوا مبادرتهم إلى مرحلة جديدة .. فإعلان المبادرة لم يؤد إلى وقف إسرائيل استيطانها في الأراضي الفلسطينية، ولا دفعها إلى الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة.. وذلك لأن إعلان المبادرة لوحده ليس كافياً لتحقيق الهدف بل لابد من خطوات عملية على المستوى الأقليمي والدولي لدفع الإسرائيليين للاعتراف بالحقوق الفلسطينية المشروعة، وإعادة الأراضي العربية المحتلة إلى أصحابها.. فعدم مواصلة الضغوط لتحقيق قيام الدولة الفلسطينية ترك الإسرائيليين لاعبًا منفردًا على الساحة الدولية بدعم من مجتمع دولي لا يجد مصلحة له في أن يحقق للعرب ما يسعون إليه مادام هؤلاء العرب غير جادين في تحقيقه لأنفسهم .. وترك الباب مشرعاً لأن تتبنى القضية الفلسطينية قوى أقليمية ترى في الفراغ الذي يتسبب به الجمود العربي فرصة لتحقيق أجندتها الخاصة ..إسرائيل ماضية في غيها .. ومن الصعب أن نتصور هجومها العسكري الكاسح الأخير على قافلة «أسطول الحرية» في المياه الدولية وقتلها للناشطين على متن سفن هذه القافلة، حادث لم يرغب الإسرائيليون....