حلقات في مكارم الأخلاق ( 29 )

Abstract

حلقات في مكارم الأخلاق 29 - - 20/08/1427هـ كما يعلم المتابعون لهذه الحلقات من القراء الكرام (الذين يسترعي انتباههم الحديث عن مكارم الأخلاق التي أصبحت أو تكاد تكون عملة نادرة أمام تسلط الأقوى الذي لا يؤمن بالأخلاق الكريمة) على الضعيف أو ما يسمى (ثقافة القوة) وضد (ثقافة الأخلاق) وهو ما يحصل هذه الأيام في الصراع الدولي، أقول إن القراء المهتمين بهذا الموضوع يذكرون أني قد أشرت في الحلقة السابقة إلى نتائج الدمار الشامل الذي ألم بلبنان وأعداد القتلى والجرحى والنازحين والمباني والجسور المدمرة والتكلفة الهائلة للضرر الذي نزل بلبنان جراء تلك الحرب الظالمة غير المتكافئة التي شنتها دولة الظلم على ذلك البلد السياحي الجميل المسالم, أضف إلى ذلك الضرر أعداد المعوقين ومن يتعرضون لانفجارات الألغام المرزوعة في أرض لبنان وخاصة أن دولة الظلم استخدمت القنابل العنقودية (المحرم استخدامها دوليا) والتي يخرج من كل قنبلة أعداد كبيرة من القنابل الصغيرة أشبه بالعناقيد التي تنتشر بكثافة حول القنبلة الأم المنفجرة، يضاف إلى كل ذلك الآثار النفسية التي خلفتها الحرب والآثار السلبية على خطط التنمية وخاصة أن الحصار الجوي والبحري والتهديدات ما زالت مستمرة حتى الآن، وأشرت إلى أنه يجب أن نحول كل هذه الكراهية الشديدة الذي أظهرها العدو لنا إلى محبة عارمة وتلاحم قوي وتكاتف بين صفوف القادة الحكام العرب والمسلمين, خاصة أن العقيدة والمحبة والمصير المشترك والرغبة في أمن وسلامة المنطقة تجمع أولئك الإخوة. والمتفائلون من الناس يقولون رب ضارة نافعة ، فلعل حرب الدمار هذه توقظ في الإخوة في لبنان المحبة والاتحاد فيما بينهم ونبذ الخلاف, وأن يكون لهم جيش قوي يحمي ديارهم ويهابه الأعداء، ولعل قادة العرب والمسلمين أيضا يجدون في هذه الحرب ما يجعلهم يفكرون بجد في توحيد صفوفهم أمام أعدائهم الطامعين في ثرواتهم وأراضيهم والسعداء بضعفنا وتفرقنا والحريصين جدا على استمرار هذا الضعف وهذا الهوان حتى ينفذوا مخططاتهم وأطماعهم دون مقاومة تذكر! – الوحدة والقيادة الموحدة – وأحب أن أضيف إلى ما ذكرته في الحلقة السابقة عن ضرورة الوحدة والقيادة الموحدة للقادة والحكام المذكورين, فالاتحاد قوة، وأنه من المناسب أن يستفيد أولئك القادة من تراكم الخبرة في الأسس الإدارية والسياسية الموجودة حاليا في استراتيجية مجلس التعاون الخليجي وكذلك استراتيجية....