ثقافة العفو عند المقدرة
Date
2009-07-12xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14300719Abstract
كلمة اليوم ثقافة العفو عند المقدرةالتشجيع الدائم الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز، لما بات يعرف بـ»ثقافة العفو» أصبح متلازمة لمنهجه الدائم في الحوار والتسامح، ولم يكن غريباً أن يحرص المليك/ القائد شخصياً على استقبال النماذج التي ترفعت عن الخصومة، وإحياء مبدأ العفو عند المقدرة، والذي يميز الأصول الإسلامية في أبهى تجلياتها، وتعاملاتها، وكأنها تلخص كل القيم السامية للدين الحنيف. العفو عند المقدرة، يأتي استجابة لنوازع الخير، وتعاليها على نزعات الثأر أو الانتقام، وكذلك تنازلها عن حق مشروع أوجبه الشرع قصاصاً أو حداً لوجه الله دون أي طمعٍ في عرضٍ من أعراض الدنيا، وهنا القيمة الأبرز للإنسان المسلم والمؤمن في نفس الوقت. مجتمعنا أشد حاجة، أكثر من أي وقت، إلى تفعيل هذه الثقافة السامية، بعد أن تحولت في السنوات الأخيرة إلى ما يشبه التجارة في الدماء، وأصبح أولياء الدم يشترطون شروطاً تعجيزية ليعفوا عن قاتل، يتمسك أهله وذووه بالحفاظ على حياته، وبات من المألوف أن نسمع عن ملايين وسيارات وقطع أرض، يعرضها أهل القاتل أو يطلبها أهل القتيل، وكأننا نسينا في لحظ من لحظات الإغراء مبدأنا الإسلامي الرفيع، إما إعلاء شرع الله «ولكم في القصاص حياة» أو العفو لوجه الله. تحول الأمر ـ في غفلة من الزمن ـ إلى استعراض للعضلات المالية أو النفوذ أو العصبية، وصل بالبعض لتنظيم مهرجانات لجمع الأموال، وشوهت المقصد من الشرع الحنيف خاصة لدى من لا يملكون مالاً أو نفوذاً، وحسنا فعلت الحكومة مؤخراً بإنهاء هذه المظاهر، التي أساءت لنا وأوجدت نوعاً من التمايز داخل المجتمع الواحد، قبل أن تكون محاولة لإنقاذ رقبة مجرم من حد السيف. الفلسفة الأساسية التي يقوم عليها فكر خادم الحرمين الشريفين في هذا الخصوص، تتلخص في أهمية التسامي عن التشفي، وكما قال لوالد أحد الضحايا بالأمس إن فاجعة الوالد على ولده «لم تمنعه من أداء واجبه الديني والوطني والأخلاقي» وأن المسلم الحقيقي هو المسلم المتسامح مع أخيه المسلم، العافي والمتعفف، الذي ينظر لآخرته من قبل أو ينظر لحياته ويومه.
Publisher
صحيفة اليومVideo Number
623561Video subtype
افتتاحيةxmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-Issue
13176Date Of Publication
20090712Spatial
السعوديةالعالم الاسلامي
الرياض - السعودية