الملك عبدالله .. لهذا أحببناه بصدق

Abstract

صادقٌ في وعده وفيٌّ لتعهداته، حليمٌ في تصرفاته، حكيمٌ في كلماته، محبُّ لشعبه، ورعّ في دينه .. لو سئل أي شخص مواطناً كان أو مقيماً أي حاكم يملك هذه الصفات؟ لقال دون تردد وبصدق: إنه حاكمكم عبد الله بن عبد العزيز. * * * هذبته الصحراء وأسلوب الحياة التي عاشها تحت كنف ورعاية والده المغفور له الملك عبد العزيز, واستقى من هذه التربية الحلم والحكمة والصبر على الشدائد والعفو عند المقدرة فافتتح حكمه بالعفو عن الليبيين الخمسة الذين شاركوا في محاولة اغتياله, وعفا عن الدولة التي أغوتهم وأوعزت لهم ومدّ لها يد الصلح سعياً لتوحيد صف الأمة الإسلامية والعربية, فنال بذلك إعجاب المجتمع الدولي واحترامهم لقراراته. كان يبني جسور المحبة للدول المحيطة بالمملكة والبعيدة عن محيطها حتى ولو أساءوا, ضارباً بعرض الحائط المقولة التي تربط السياسة باللا أخلاق واللا صدق واللا وفاء, وكأنه يعطي مَن يقول ذلك درساً في أخلاق العظماء. * * * امتازت ملامحه بالفحولة ونظراته بالمحبة وتصرفاته بالصدق، لذا احترمته كافة الدول وأشادت بطريقته في إدارة الحوار وحضوره الطاغي وسرعة بديهته وممارسته لأخلاقيات الحاكم بصمت ووقار يغلفها الصدق والوفاء بالعهد تجلى ذلك بوضوح في تدخله السريع لحل أزمات بعض الدول التي حاصرتها تلك الأزمات محاولاً فك الخناق عنها أو مد يد العون لها، مثل إيران، سورية, لبنان، السودان، العراق، والشقيقة الكبرى مصر, بهدوء وبلا منة أو تعال. * * * عرف عنه متابعته للأحداث العالمية يوماً بيوم يتساوى في ذلك حرصه على أمن الوطن والمواطن, فاستطاع وبحكمة متناهية أن يحبط فتنة كادت تحيط بالأمة وأحسن التصرف في القضاء على بؤر الإرهاب ومطاردة المفسدين منهم بحزم والقضاء عليهم وبذا أحبط نواياهم الشريرة وعفا عمن حاد عن جادة الصواب بعد توبته واعترافه بذنبه. * * * أحبه الناس بصدق حتى قبل تسلمه الحكم بسبب عفويته ومراعاته لمشاعرهم تمثل ذلك من خلال مجلسه المفتوح الذي يلتقي فيه الناس البسطاء يحادثهم، يعرف همومهم (يطيّب خواطرهم) بكلماته الجميلة, ويتابع قضية كل منهم عبر لجان خُصصت لهذا الغرض, فيخرج المواطن وقد انزاح جزء من همه، ترتسم البسمة على محياه وفي يقينه قناعة لا تشوبها شائبة بأن مشكلته أو طلبه في أيد أمينة وصادقة وستجد الحل لا محالة .. يفتخر أمام أقرانه وأحبته بأنه جلس أمام الحاكم العادل وجهاً لوجه وحادثه واستمع له.....