قضايا البناء الحضاري أمام القمة العربية

Abstract

قضايا البناء الحضاري أمام القمة العربية عبدالعزيز بن عثمان التويجري الحياة - 23/03/07// يعقد مؤتمر القمة العربي في الرياض لمعالجة قضايا سياسية عاجلة، تتمحور أساساً، حول القضية الفلسطينية بأبعادها وتداعياتها، وبما تنطوي عليه هذه التداعيات من مخاطر تهدد أمن المنطقة واستقرارها في المديين القريب والبعيد. وهذا الانشغال بالقضية الفلسطينية مطلوب ومحمود وضرورة في غاية الإلحاح، باعتبار أن تسوية هذه القضية في اطار الشرعية الدولية، واستناداً الى الخطة العربية المعتمدة بالإجماع في قمة بيروت سنة 2002، هي المدخل الرئيس لتسوية القضايا الأخرى ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي التي تعرقل التنمية الشاملة في الأقطار العربية جميعاً. ومنذ أن تأسس النظام العربي الاقليمي بقيام جامعة الدول العربية في مثل هذا الشهر من سنة 1945، والقضية الفلسطينية هي الركن الأساس في العمل العربي المشترك. كما أنها كانت الدافع الرئيس لقيام منظمة المؤتمر الاسلامي، انطلاقاً من مؤتمر القمة الاسلامي الأول الذي عقد في الرباط في سنة 1969. وباستثناء دورة واحدة من دورات مؤتمر القمة العربي، وهي تلك التي عقدت في عمان بالأردن في سنة 1986، فإن جميع القمم العربية هيمنت عليها قضية فلسطين، لأسباب معقولة ولدواع مبررة. وتلك ظاهرة لافتة للنظر في المؤتمرات السياسية التي تعقدها المنظمات الاقليمية والدولية، سواء على الصعيد الدولي، أو على الصعيد الأوروبي، أو على مستوى دول أميركا اللاتينية، أو دول جنوب شرقي آسيا، أو الدول الافريقية. ففي جميع هذه المؤتمرات تتعدد القضايا وتتنوع الاهتمامات التي تشغل القادة وتستغرق جدول أعمال اجتماعاتهم، فلا تطغى فيها قضية واحدة مهما تكن أهميتها ووجاهتها وخطورتها، على القضايا الأخرى التي تتصل بجوانب متعددة من الحياة الاقتصادية والاجتماعية والانسانية العامة. ولا يجادل أحد في أن قمة الرياض تمثل فرصة ثمينة ومناسبة تاريخية أتاحهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقادة العرب للبحث عن سبيل لإنقاذ الشعب الفلسطيني، وللدفع بقضيته العادلة نحو التسوية النهائية العادلة التي تكفل الحقوق الوطنية الكاملة غير المنقوصة لهذا الشعب الذي طالت معاناته وآن له أن يحرر وطنه ويؤسس دولته. ومن خلال التأمل والنظر من زاوية واسعة وبرؤية شمولية وبعقل حصيف، الى الواقع الحالي في الدول العربية في جوانبه المتعددة،....