إنفلونزا الخنازير .. بين الشفافية والتعتيم
Date
2009-08-16xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14300825Author
Abstract
إنفلونزا الخنازير .. بين الشفافية والتعتيمصالح محمد الجاسر هل أخطأت المملكة في اتخاذ منهج الشفافية والوضوح للحديث عن مرض إنفلونزا الخنازير في ظل التعتيم الشديد الذي تتخذه معظم دول المنطقة، بحيث بدت المملكة وكأنها البلد الوحيد الذي تسجل فيه إصابات بهذا المرض. ألم يكن في مقدور المملكة أن تكتفي بالإعلان عن القليل من الإصابات، وأن تعزو الوفيات إلى أمراض أخرى كما تفعل كثير من دول المنطقة؟ هل تلك الدول التي تتحدث عن إنفلونزا الخنازير في المملكة، وتسعى لاستغلاله لأهداف سياسية في منأى عن هذا المرض رغم ما تعيشه شوارعها ومزاراتها من حشود كبيرة في ظل رعاية صحية متدنية؟ إن من يرى بعض دول المنطقة وهي تعتم على الإصابات التي لديها بهذا المرض يدرك أن تجميل وجه الدولة أهم لديها من معالجة وضع صحي لم تخجل كثيرٌ من الدول المتقدمة من الاعتراف به. ومن المؤسف أن هناك من يقارن ويقيس اعتمادا على ما تعلنه تلك الدول من إصابات لديها، وكأن تلك الدول تحمل تقديراً أو احتراماً لشعوبها، وهي التي ظلت لعقود عديدة تمارس تغطية لأحداثها الداخلية حتى وصل الوضع فيها إلى حد الانفجار. كما أن مما يثير الاستغراب أن تعلن العراق إصابة زائر سعودي بمرض إنفلونزا الخنازير وتغفل الإصابات الأخرى، وكأن المرض يمارس فرزاً حسب الجنسية. إن هذا المرض لا يفرق بين الناس حسب جنسياتهم أو معتقداتهم، كما أن ارتفاع معدل الإصابة بالمرض ليس دليلا على التأخر، أو سوء الخدمات الصحية، بدليل أن أكبر عدد إصابات بهذا المرض سجل في الولايات المتحدة على الرغم مما يتوافر فيها من رعاية صحية هي الأفضل على مستوى العالم. وإذا كانت المملكة اعتمدت مبدأ الشفافية في الإعلان عن عدد الإصابات بهذا المرض، فهي لم تغفل السعي الحثيث لمواجهته، ولعل ما أعلن يوم الخميس الماضي من توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه لله - المستشفيات الحكومية والخاصة كافة في المملكة بمعالجة حالات إنفلونزا الخنازير للمرضى من مواطنين ومقيمين على حساب الدولة دليل على ما توليه الدولة من اهتمام كبير لمواجهة هذا المرض. إن من حق أي مواطن أن ينتقد أي تقصير أو خلل يراه في الأوضاع الصحية، كما أن من حقه أن يطالب بمزيد من الرعاية الطبية والمتابعة للمصابين بهذا المرض ومن يشتبه بإصابته بهذا المرض وتوفير اللقاحات اللازمة، حتى لو استدعى الأمر إيجاد مراكز متنقلة في المدن للكشف عن هذا المرض ومعالجة المرضى، ولكن ليس أن تعقد مقارنات بدول تمارس تعتيماً على كل أمورها، دول يدرك الجميع تدني مستوى الأوضاع الصحية فيها، حتى لو لم تعلن ما يحدث فيها من إصابات بهذا المرض.