أبو متعب.. يقود (أم القمم) في الكويت!
التاريخ
26-1-2009التاريخ الهجرى
14300129المؤلف
الخلاصة
ساورني الكثيرُ من القلق قُبيْل بدء فعاليات القمة العربية الأخيرة في دولة الكويت، خشية أن (تختطف) الفرقةُ بين بعض الفُرقاء المشاركين شحنةَ التفاؤُل بتلك القمّة: حَدَثاً ووقائع ونتائج، وكان توقيتها مهماً ومصيرياً بكل المقاييس لاعتبارات عديدة: * فجُرْحُ طفل غزة كان ينزفُ دماً وقهراً على أيدي المحتل الصهيوني الغاشم. * وكان صراخُ استغاثة نسائها ورجالها يصمُّ الآذانَ ويُدْمي المآقي. * وكان هَديرُ الدبابات يدكُّ ما استقبله من نبات وجماد دكاً. ** * وعلى صعيد آخر، كان يقف مَنْ بقلبه مرض ضدّ العرب، بين شامت بهم أو مزايد عليهم ديناً وعروبةً، أو مشكِّك في قدراتهم على تجاوز المحنة الطاحنة، ونزعِ فتيلِ الفُرقةِ التي تمزقهم أشلاءَ بلا وحدة ولا عزم ولا رأي. ** * وجاء أبو متعب، خادمُ الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لينشرَ بحضورهِ المهيبِ على أجواء المؤتمر الصَّعب سحائبَ معطرةً بالهيبة والعقل والاحترام، حتى قبل أن ينطق بكلمةٍ واحدة! كان حضُورُه أيّده الله أهمّ رواسي (سفينة) القمّة التي كادتْ عواصفُ الفرقة أن تمزِّقَ أشْرعتَها شرَّ مُمزَّقٍ، وتفرقها في بحار الخُلْفِ، وعشوائيةِ الهوى، وعبثيةِ الرأي! ** * ثم ألقى الملك المفدى خطابه التاريخي المدوِّي بلا هياج ولا افتعال ولا ضجيج، فرَسمَ بكلمات بليغةِ العبارة، جزيلةِ المعنى، ناصعةِ الهدف خارطةَ الطريق لاقتحام أسْوارِ الأزمة، موجِّهاً الدعوةَ لإخوانه العرب إلى (كلمة سواء) لبدْءِ صفحة جديدةِ من الاتفاق والوفاق حول ما يَجْمعهم ولا يُفرقهم، ويقويِّهم ولا يُضْعفَهم، ويكونُ عوناً لهم لا عبئاً عليهم، لأن الأحداثَ المتلاحقة عَبْر السنوات الماضية وضَعَتْهم في زاوية حادةِ المخالب تَنْهش كرامتَهم، وتُضْعفُ عزمهم، وتَجْعلُهم هدفاً سائغاً لعدوهم، حيثما كان! ** * حَملتْ كلمات الملكُ المفدَّى شحنةً كُبْرى من التفاؤُل المبشِّرِ بالخير، فاستجابت له الأفئدةُ، وحَنَتْ له الأعناقُ مؤيدةً لدعوته إلى الاتفاقِ، ووأدِ غُصَصِ الماضي وجراحه وأشباحه، وذهب مَنْ يعنيهم الأمرُ مسرعين إلى مقر إقامته أيده الله يشدُّون على يدهِ مهنئين ومباركين لدعوته، وكانت (معجزة) كبرى أنْ التفَّ حوله وأأتلَفَ مَنْ كانوا حتى اللحظة الأخيرة أضْداداً! ** * وبعد.. * فقد كانت قمةُ الكويت (أمَّ القمم) في عصر العرب الحديث، لأنها أخرجتْهم من ظُلمات الفُرقَةِ والخصَام، وأطفأتْ نارَ الشِّجار فيما بينهم، فإذا هم إخْوة تجمعهم وحدةُ الهدف وعناءُ المصير، ونرجو بعد ذلك كله أن يَدُومَ الوئامُ، وتتفرَّغَ القلوبُ والعقولُ للبحث عن صيغ وآليات تكرسُ ما اتفقَ عليه، وتَحفظُ للروح العربية صُمودَها وكرامتَها، وتيسّر لأهلها ما تعسَّر من تطلعات اليوم وأحلام الغد!
المصدر-الناشر
صحيفة الجزيرةرقم التسجيلة
632602النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
13269الموضوعات
السعودية - العلاقات الخارجية - العالم العربيالسعودية - العلاقات الخارجية - فلسطين
المبادرة السعودية للسلام
مبادرة الملك عبدالله للسلام
المؤلف
عبدالرحمن بن محمد السدحانتاريخ النشر
20090126الدول - الاماكن
السعوديةالكويت
فلسطين
الرياض - السعودية
القيروان - الكويت
غزة - فلسطين