بيت المفاجآت.. الخطوة المتراجعة!

Abstract

بيت المفاجآت.. الخطوة المتراجعة! محمد المختار الفال إذا قيل بيت التجارة تنصرف أذهان الكثيرين إلى الغرفة التجارية الصناعية لأنها تجمع رجال الأعمال ومطمح صغار التجار وملتقى أهل المال.. لكن يبدو أنها لم تعد بيت التجارة فقط بل أصبحت بيت المفاجآت وتراجع الخطوات بما فجرته وكشفت عنه من نوايا وزارة التجارة لبسط هيمنتها على هذا البيت متذرعة بما حدث في الانتخابات الأخيرة.. وفي السنوات الأخيرة كانت الغرفة التجارية حاضرة بفعالية في قضايا المجتمع مع تطور مفهوم المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص وكانت صاحبة مبادرات لرفع اسم الوطن ووضعه على خارطة المال والاستثمار على المستويين الإقليمي والدولي من خلال مؤتمراتها ومنتدياتها ولقاءاتها، واقتربت من هموم صغار التجار والحرفيين وأصحاب المهن وعملت على تطوير مهاراتهم وتحسين أوضاعهم وإرشادهم وتوفير المعلومات لهم. وكانت تقدم النموذج الجيد لأهمية مؤسسات المجتمع المدني كحاضنة لتجربة المشاركة الشعبية وتحمل المسؤولية وتدريب الأفراد على القيادة والمشاركة الإيجابية في مشروع التنمية الذي يعني بالإنسان أولاً.. كان هذا الحراك الفعال يتم في مناخ تشجيع القطاع الخاص على النهوض بدوره ودفعه إلى شراكة حقيقية مع القطاع الحكومي، شراكة يشعر فيها بحريته التي توفر المرونة والفاعلية وسرعة الاستجابة لمقتضيات الظروف.لكن خطوة وزارة التجارة التي تدعو إلى تقليص أعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية المنتخبين إلى النصف بدلاً من الثلثين وإعطاء الوزارة حق تعيين الأمناء العامين واقتراح أن يتولى الوزير رئاسة مجالس الغرف كانت مفاجأة غير سارة لأنها خطوة تسير في الاتجاه المعاكس لمسيرة توسيع دائرة المشاركة الشعبية وتطوير أعمال مؤسسات المجتمع المدني وإعطائها المزيد من الحرية وإطلاق طاقاتها لصالح المجتمع.. والمدهش أن تأتي هذه الخطوة على يد معالي وزير التجارة عبدالله زينل الذي نبت ونشأ في بيت تجارة توارثت أجياله ثقافة المبادرات الشخصية وتلقى تعليمه في مدارس وجامعات الغرب الرأسمالي الذي يؤمن بالمبادرات الفردية ويعدها أساس الفكر الخلاق والإبداع المتجدد وقد عرف عنه إيمانه بضرورة فتح الآفاق أمام القطاع الخاص لرعاية مصالحه بعيداً عن أي قيود أو سدود، وهو الرجل القريب من تجربة الشورى التي قامت عليها هذه البلاد ويؤصلها خادم الحرمين الشريفين بخطى ثابتة تعمقها وتجذرها في ثقافة المجتمع.وبعيداً....