زيارة المليك .. البعد الخليجي الخاص جداً

Abstract

كلمة اليوم زيارة المليك.. البعد الخليجي الخاص جدا تعتبر العلاقات الخليجية الخليجية، ذات تميز خاص، إضافة إلى بعدها العربي والإقليمي والدولي، ولعل المتأمل في واقع تلك العلاقات، يتأكد من الرابط الخاص جداً الذي يطبع المنطقة بخصوصية تتجاوز الماضي المشترك، إلى الحاضر المشترك أيضاً، ومن ثم إلى المستقبل المشترك بكل ثقة واطمئنان. من هذه الخصوصية تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى سلطنة عمان الشقيقة، والتي تمثل مع المملكة إطاراً تاريخياً يميز شبه الجزيرة العربية، ويجعل من البلدين محطتين رئيسيتين عبر التاريخ القديم والحديث، وهنا أيضاً يكمن سر الزيارة الرسمية الأولى للملك عبد الله إلى مسقط، والتي تأتي تعميقاً لهذه العلاقة الاستراتيجية بين المملكة وجميع دول الخليج. وليس التاريخ هو ما يجمع الرياض ومسقط فقط، بل شخصية الزعيمين عبدالله وقابوس، والتي تتقارب إلى حد كبير، فالملك عبد الله شخصية متفردة في التاريخ السعودي الحديث، وبصماته تتضح بإخلاص منذ تولى مقاليد الحكم، وقبلها في شتى مواقع المسؤولية التي تقلدها بجدارة وكفاءة، وربما جعلت منه قراراته الأخيرة في الأعوام الماضية أباً للنهضة الإصلاحية السعودية الحديثة، كذلك السلطان قابوس، الذي نجح في تحويل بلده من كبوتها الاقتصادية والعمرانية إلى حداثة حازت على إعجاب العالم في سنوات محدودة، إضافة لحكمة وتأنٍ بالغين في التعامل مع الاضطرابات المجاورة. زيارة خادم الحرمين الشريفين، لسلطنة عمان ليست مجرد زيارة رسمية أو بروتوكولية، إنما هي تكرس نهج المليك السياسي والاجتماعي في التعامل مع الأشقاء في المنطقة ومع العالم، حيث يؤكد من جديد قدرة المملكة على الانفتاح على كافة العواصم والاتجاهات والأفكار ، إضافة لتعزيز روابط الصداقة والإخاء في منطقة هي الآن أحوج ما تكون لإعادة تسلسل علاقاتها وسط ما تواجهه من تحديات إقليمية ودولية، خصوصاً ترسيخ أقدام مجلس التعاون الخليجي واستجماع قواه لينهض في وجه الصعاب، ويزيد من تحقيق مساحات أحلام شعوبه وأبنائه وبناته ومواطنيه