رؤية بوش التي أوجد الملك عبدالله مبرراتها

Abstract

رؤية بوش التي أوجد الملك عبدالله مبرراتها ليس للرئيس الأمريكي بوش مصلحة فردية يريد الوصول إليها من خلالنا.. الكل له مصلحة في الشرق الأوسط.. الكل له أيضاً مشكلة في الشرق الأوسط.. لكن تظل مصلحة دول المنطقة أكثر إلحاحاً من مصلحة أي دولة خارج المنطقة.. وتظل كل مشكلة لأي طرف هي ثانوية بالنسبة لمشاكل دول المنطقة.. سوريا مثلاً بالنسبة لتحقيق السلام أو استمرار التوتر لها وضعية خاصة.. الأردن دائماً بين (نارين) وتعامل برحابة صدر مع مزعجات كثيرة.. مصر دخلت السلام وعملت من أجله، لكن أزعجتها أنفاق الله أعلم ستؤدي إلى أين.. العراق مجزرة للجميع ومستودع انفجارات تهدد الجميع.. إيران قلقة بين حوافز الطموحات ومخيفات المغامرة.. حتى تركيا وصلتها سخونة أوضاع المنطقة.. إذاً عندما يقول الرئيس بوش عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأنه يحظى باحترام جميع دول المنطقة وحين يتحدث يستمع إليه الجميع ويقول التزام المملكة في مكافحة الإرهاب يثير الإعجاب.. كلنا نجزم أن الملك عبدالله ليس بحاجة إلى إيضاح أكثر لصورته الواضحة أساساً حيال مشاكل المنطقة والتعامل مع الإرهاب واستقلالية العلاقات الدولية، لكننا نرحب بهذه الرؤية التي هي في الواقع تخص المملكة وتخصنا كمجتمع مثلما أراد لنا الملك عبدالله من صيغ حضور مشرّفة في رؤية المجتمع الدولي.. فرق كبير بين من يتصرف ويتحدث من دافع استقلالية معلنة عبر المواقف والآراء وبين من يريد أن يحظى بشيء من تلك الاستقلالية لكنه مشدود إلى رهانات ليست نهاياتها بيده.. لقد عصفت بالمنطقة أحداث رهيبة ومخيفة عندما أعطى الملك عبدالله بها آراءه المستقلة فوجئنا بنزق متهور لا يستطيع مجاراة تلك الآراء المستقلة لكن نهايات تلك الأحداث والعودة إلى عقلانية المملكة أكدتا ما سنبقى نحترمه سواء ما يعود إلينا أو إلى علاقاتنا.. وعلاقة الصداقة والتعاون بين أمريكا والمملكة ليست بالجديدة، بل هي الأقدم في منطقة الشرق الأوسط واستطاعت هذه العلاقة أن تهزم كثيراً من ظواهر القلق والمجازفة التي عصفت بالمنطقة منذ أعوام بعيدة.. أن نلتقي مع واشنطن عبر هذا الوضوح أمر نضيفه إلى مكاسبنا