ملك يحظى بتقدير العالم

Abstract

المحيط الهندي، وبحر العرب لم يكونا فاصلاً مائياً يحول دون التواصل بين العرب، وخاصة دول الخليج وبين الهند، حتى إن أسراً مشهورة، لا تزال بقاياها موجودة في المدن الهندية، وهي من كانت سبباً في عدم الانقطاع بين هذه المجتمعات، والملك عبدالله، حين يتكلم عن صداقة راسخة مع الهند فإنه يستدل بذلك على تلك الصلات الكبيرة منذ قرون طويلة، وطالما التاريخ لا يستحدث، وإنما يستعاد بشروط فنية معاصرة، فإن زيارة رجل الدولة الأول في المملكة، ليست بروتوكولية أو احتفالية تطغى فيها المجاملات على الأفعال، والاستراتيجيات المطلوبة، وإنما هي زيارة عمل على مساحة كبيرة.. فالهند ظلت وفية في علاقاتها مع العرب، بعد استقلالها من بريطانيا، وكانت أحد أعمدة التأسيس لمنظمة عدم الانحياز للنأي بالعالم الثالث عن الاستقطاب والتبعية لحلفي الأطلسي والناتو، وحتى علاقاتها مع إسرائيل، جاءت بعد توقيع قرارات سلام مع دول عربية عديدة، غير أن فتح آفاق جديدة مع المملكة، وهي الثقل الاقتصادي والسياسي، والروحي في المنطقة يجعلها المندوب الأهم في تجديد العلاقة بين الهند والدول العربية والعالم الإسلامي.. فتوقيع بروتوكولات اقتصادية، وتعاون في ميادين مكافحة الإرهاب، ومنع الازدواج الضريبي، وتكثيف التواصل في التعليم وصناعة الأدوية، إضافة إلى مجالات الاستثمار بين البلدين، سوف ترفع سقف هذا العمل إلى مداه الأبعد في العقود القادمة.. الزيارة لا تحتاج إلى تجميل أو توصيف خارج الواقع، إذا ما علمنا أن زعماء البلدين يتلاقون بدون مراسيم معقدة، أو مساومات سياسية لغايات خارج هذه الحسابات ولذلك تأتي المباحثات طبيعية وشفافة تدخل في عمق القضايا المشتركة، وهذه ميزة جرى الإعداد لها مبكراً ودون عقبات.. نكرر أن آسيا محور عملنا وساحتنا الطويلة ذات الامتدادات التاريخية، والقادمة، وطالما الحراك العالمي لا تمنعه الحواجز الجغرافية، أو اختلاف العقائد، وتباين السياسات فإن كلاً من الهند والمملكة تعملان على إضافات كثيرة في مجالات تنمية مواردهما ورفع مستوى شعبيهما، ولعل الفهم المشترك لحاجة كل منهما للآخر، افترض أن تكون اللقاءات على أعلى المستويات، وهو حدث غير عادي في زمن السباقات العالمية لحصد أكبر النتائج بدون حروب أو صدامات تحركها أدوات خارجية أو داخلية.. المسافة بيننا وبين الهند قصيرة، يعمقها أن للبلدين غايات في تعزيز جوانب التعاون بكل المستويات، يدلل على ذلك أن الخطوات بدأت بالمليارات، وقد تتضاعف بمئاتها..