كيف نستفيد من الكارثة؟
التاريخ
2009-12-03التاريخ الهجرى
14301216المؤلف
الخلاصة
كيف نستفيد من الكارثة؟ خلف الحربي الأمم القوية هي التي تستثمر الكوارث لصالح مستقبل أبنائها، وتعيد إنتاج قوانينها وأفكارها ومؤسساتها؛ لتلافي الأخطاء التي ارتكبتها في وقت سابق، والأمم البائسة هي التي تعتمد على منهج (الطمطمة)، وتتعامل مع كل كارثة على حدة، فتصبح كالصخرة الصماء التي لا تحركها رياح الزمن. ونحن لدينا فرصة تاريخية لاستثمار كارثة الأربعاء، والخروج منها بصورة تضمن لنا الانتصار على السيول، التي جرفتنا وأفسدت فرحتنا بالعيد. وإذا كانت لجنة التحقيق ــ التي أمر بتشكيلها خادم الحرمين الشريفين؛ لمحاسبة المتسببين في هذه الكارثة، التي ذهب ضحيتها مواطنون أبرياء ــ تشكل نقطة مفصلية في محاربة الفساد، فإننا اليوم بأمس الحاجة لسن مجموعة من القوانين والأنظمة التي تضمن مواجهة مثل هذه الأحداث في المستقبل. وأول هذه القوانين ــ التي نحن بأمس الحاجة إليها اليوم ــ هو قانون كشف الذمة المالية لكل من يتولى منصبا حكوميا رفيعا، وهو قانون معمول به في أغلب دول العالم، وإذا كان أول من ابتكر قانون كشف الذمة المالية هو الخليفة عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ عبر السؤال الخالد: «من أين لك هذا ؟»، فنحن أحق بعمر، ومنهج عمر من الدول الغربية أو حتى بقية الدول المجاورة. أما الفائدة الثانية، التي يمكن أن نستفيدها من هذه الكارثة، فهي تتمثل في إنشاء هيئة وطنية لإدارة الكوارث، فقبل عام ونصف العام، نظمت وزارة الشؤون البلدية والقروية ندوة حول إدارة الكوارث وسلامة المباني في الدول العربية، كان من أهم توصياتها أن تؤسس كل دولة عربية هيئة لإدارة الكوارث ترتبط برئيس الوزراء مباشرة، وما شاهدناه في كارثة الأربعاء أنه رغم جهود الدفاع المدني والأجهزة الطبية وحماسة الشباب المتطوعين إلا أن عمليات الإنقاذ كانت تقوم على مبدأ (الفزعة)، وهو مبدأ نبيل؛ ولكنه لا يتناسب مع كارثة بهذا الحجم، ولا يخفى على أحد أن عمليات إيواء المتضررين خالطها شيء من الارتباك مما زاد من معاناة الناس في هذا الموقف العصيب. ومن المهم أيضا أن نتعامل بطريقة مختلفة مع قضايا البيئة، وألا ننظر إلى الجرائم البيئية باعتبارها حكايات نتسلى بها في أوقات الترف، فأخطاء الصرف الصحي جلبت بعوض الضنك، وأغرقت فاطمة الصعب ــ رحمها الله ــ، وجرفت بيوت جدة يوم الأربعاء الماضي، والتخطيط الذي لا يرعى سلامة البيئة ليس موجودا في جدة فقط، بل في كل مدن البلاد، لذلك نحن بأمس الحاجة لجهاز يتصدى لجرائم البيئة. KLFHRBE@GMAIL.COMللتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة
الرابط
كيف نستفيد من الكارثة؟المصدر-الناشر
صحيفة عكاظرقم التسجيلة
638796النوع
زاويةرقم الاصدار - العدد
15804المؤلف
خلف الحربيتاريخ النشر
20091203الدول - الاماكن
السعوديةجدة - السعودية
جدة - السعودية