المبادرة هي الملاذ
Date
2010-11-07xmlui.dri2xhtml.METS-1.0.item-hijriCreated
14311201Abstract
تصاعد أعمال العنف في العراق مؤخرًا في ظل التأخر غير المبرر في تشكيل الحكومة، وإرجاء انعقاد البرلمان العراقي للشهر الخامس على التوالي، هذا التصاعد الذي بدأ بهجوم على كنيسة كاثوليكية في بغداد أدى إلى مقتل وجرح العشرات من الأبرياء، وما تبع ذلك الهجوم مباشرة من سلسلة انفجارات دامية أدت إلى مقتل وإصابة المئات من الضحايا، كل ذلك يعيد إلى الأذهان الحالة العراقية عام 2005 عندما كان العراق على شفا حرب أهلية، لاسيما بعد أن ترسخت الحقيقة بأن التهديد الذي تمثله الجماعات المسلحة في العراق ، من شأنه تعقيد الأزمة العراقية رغم انسحاب غالبية القوات الأمريكية، حيث أصبح من الواضح أن تلك الجماعات ما زالت تسعى إلى إشعال الفتن والتوترات الطائفية. الشعب العراقي لم يعد يخفي إحساسه بالإحباط الذي يزداد يومًا بعد يوم بسبب عجز قادته السياسيين وتلكؤهم في تشكيل حكومة وطنية حتى الآن رغم ما تقتضيه الظروف والتحديات الصعبة التي يواجهها العراق من ضرورة تشكيل تلك الحكومة بأسرع وقت ممكن للقضاء على الفراغ السياسي الذي خلّفه الانسحاب الأمريكي، وضرورة إثبات القادة العراقيين أهليتهم وجدارتهم لتولي شؤون العراق بأنفسهم دون الحاجة إلى تدخلات وإملاءات خارجية. التطورات الأمنية التي شهدها العراق مؤخرًا تؤكد من جديد على أهمية المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله – بدعوة قادة الأحزاب للاجتماع في الرياض بعد موسم حج هذا العام حول مائدة واحدة ومن خلال الحوار لحل الأزمة العراقية ووضع نهاية لحمام الدم العراقي الذي يشكل ألمًا لكل مواطن عربي مخلص لعروبته وحريص على وحدة العراق، وترابه الوطني، وما يتطلبه ذلك من استجابة كافة قادة الأحزاب العراقية لهذه المبادرة الخيّرة التي صدرت عن زعيم عربي وقائد إسلامي اعترف العالم كله بحكمته وواقعيته وحياديته ومساعيه الحميدة لإحلال السلام وفض النزاعات والخلافات من خلال الحوار ، لاسيما وأن تلك المبادرة جاءت مكملة للمبادرة الوطنية التي أطلقها رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان إلى جانب احترامها للقرار السياسي العراقي المستقل الصادر عن قادة العراق وحدهم.