لقد أديت الأمانة على الوجه الأكمل

Abstract

نعم لقد بلغت الرسالة يا خادم الحرمين الشريفين، فقد أثلجت صدري وصدور المسلمين في أصقاع المعمورة بواحد فقط من أعمالك الجليلة الخالدة التي ستشهد لك يوم القيامة بأنك حملت أمانة التكليف والولاية والدعوة، واعني هنا تلك القناة الفضائية الرائدة (قناة القرآن الكريم) فهي ليست كأي قناة فضائية؛ لأن كثيرا من القنوات الفضائية تصدح بالقرآن الكريم عبر الأثير، ولكن الذي يختلف في قناة القرآن الكريم السعودية أنها تنقل الصلاة وقراءة القرآن باللغة الإنجليزية، وتقول للعالم ليس لدينا ما نخفيه، هذا هو ديننا دين السلام، الدين الحق، وهذه هي رسالتنا الخالدة، ونحن الأعلون، فجزاك الله خيراً وجزى القائمين عليها كل خير، وجزى الله صاحب الفكرة ألف خير. مثل هذه الأعمال العظيمة تسهم في تقديم صورة إيجابية أكثر إشراقا ووضوحا عن الإسلام والمسلمين، فالإعلام المعاصر يحمل كثيرا من الرسائل المتناقضة التي يمكن إساءة فهمها، ولكن دائما ما تنجح رسائل الاتصال المباشر في خدمة الهدف من الاتصال، فالخدمة الإنجليزية تضع الآخر امام الصورة الحقيقية لمعاني ومقاصد القرآن وما يحمله من خير للبشرية جمعاء خاصة وأنه ينطوي على إعجاز علمي هائل توصل له كثير من علماء الغرب بأنفسهم ووجدوا ضالتهم في قناعات إيمانية بحثوا عنها كثيرا واهتدوا من خلالها الى الحق. ولا شك في أن للقناة دورها الدعوي الكبير الذي يختصر كثيرا من طرق الوصول الى الآخر سواء لرده عن قناعات سالبة أو هدايته الى طريق الخير والرشاد وفي كل خير، فالدعوة ينبغي أن تتطور وتواكب العصر وتتخذ من الأساليب والوسائل الحديثة ما يجعلها تخدم الدين وتطرح فكره بصور مبسطة ومباشرة تصحح المفاهيم المغلوطة وتستقطب أهل الملل الأخرى لفهم الدين، وذلك مما يعظم من دور وصورة هذه القناة الوليدة التي تعزز رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لانطلاقتها مما يوثق محتواها ويجعلها أهلا للثقة والمصداقية، وتلك ميزة الإعلام المعاصر حيث انتشرت الوسائل الإعلامية التافهة ولم يعد المتلقي واثقا من القيمة المعرفية للمحتوى الإعلامي لها. هذه القناة مشروع دعوي متطور يبث للعالم عبر الأثير ، ينبغي أن نتفاعل معه جميعا ونسهم في تطويره، ولذلك أرى أن فتح المجال – مستقبلاً – للبث بأكثر من لغة بحيث يشمل اللغات الحية الأكثر انتشارا مثل الفرنسية والصينية والأسبانية والألمانية وغيرها من اللغات الرئيسية بحسب الأمم المتحدة، على أن يتم إعداد محتوى وفقا للفئات المستهدفة ، وذلك يعني تطوير مشروع القناة ليصبح مجمعا إعلاميا متكاملا باستوديوهاته واحتياجاته الإعلامية الكاملة ، ويعمل به أهل الخبرة من أمة الإسلام ودعاتها وبحسب قدراتهم في توجيه الخطاب القرآني لأهل الملل الأخرى بحسب فهمها وفكرتها عن الإسلام والقرآن الذي يحمل الخير والهداية والرشد للبشرية كلها، وإنني أكرر دعائي لخادم الحرمين الشريفين بأن يجزيه الله خير الجزاء عن الأمة والإنسانية جمعاء نظير ما يقدمه لخدمة الدين وبني الإنسان في أنحاء العالم. mas1mas@hotmail.com